بعض الكتّاب اعتاد على ممارسة معينة قبل أن يكتب والبعض الآخر لا يمارس شيئاً على الإطلاق.. بل يبدأ الكتابة فوراً.
وقد أشار الكاتب أنيس منصور إلى ذلك في كتابه (كل معاني الحب) وقال: أستريح إلى نوع من الورق غير المسطر، وقد استرحت إلى طول وعرض ثابت ولا أكتب إلا بالحبر الأسود، فإذا لم أجده كان من الصعب أن أستخدم أي لون آخر.
وكان العقاد يكتب بالحبر الأحمر على ورق في مساحة الكف، وتوفيق الحكيم يفضل نفس مساحة الورق ويكتب باللون الأزرق.. والشاعر الفرنسي جيرالدي يكتب على ورق وردي، فإذا لم يجده فإنه يرسم زهوراً وطيوراً حول قصيدته.
والأديب ديماس ينزل إلى الشارع يسير قليلاً ثم يعود ليكتب والأديب فلوبير كان يرتدي ملابسه الأنيقة ويضيء الأنوار حتى يخيل إلى الناس أنه يقيم وليمة كبرى، وكانوا إذا سألوه قال: إنني أحتفل بنفسي.. وأغرب الجميع الأديب الإنجليزي (دكنز) الذي كان يكتب بحبر أزرق على ورق أزرق!!
وغرائب أساليب الكتابة لدى بعض الكتاب والأدباء لا تنتهي.. بعضهم يفضل أن يستمر في الكتابة لساعات طويلة.. وقد حدثنا (أنيس منصور) عبر كتابه عن صديقه الشيخ إبراهيم العياشي وقال: ألف كتاب عن (الحجرات) أي الغرف التي يسكنها الرسول عليه الصلاة والسلام مع زوجاته، وقد أمضى في تحقيق أماكنها عشرين عاماً، وكانت امرأته تشبه زوجة سقراط ترى الرجل غارقاً بين الورق وفي المناقشات ولكن لا وجود له في البيت فضاقت بكل ذلك وأحرقت الكتاب ليصاب الرجل بالشلل.
f.n.a.books@gmail.com