كانت الضفاضع تعيش في قاع البئر العميقة.. كانت حياتهم تدور بين ماء آسن في قاع البئر.. يختلط بالطين.. وبقعة مضيئة عند فوهة البئر هي كل سمائهم التي يرونها..
طعامهم من الهوام التي تعيش في قاع البئر وشرابهم من مائه
لا يعرفون من تاريخهم سوى تعاقب النور والظلام عند فوهة البئر على وتيرة واحدة تمضي بهم الحياة
لا جديد..
حتى جاء ذلك اليوم حين قررت أحداهن أن تغامر.. لعلها تجد إجابة لسؤال قفز إلى رأسها ذات يوم هل هناك حياة أخرى عند بقعة الضوء؟..
تعلقت بدلو قافلة كانت تمر.. تطلب من البئر ماء كي يعينهم في سفرهم عبر القفار..
حين وصلت إلى حافة البئر.. سارعت بالقفز خارجا..
أصابها الذهول حين رأت كل تلك المساحات الشاسعة من الأرض حولها.. وتلك السماء الزرقاء الممتدة عبر الأفق..
وكل تلك الكائنات الضخمة.. غريبة الأشكال التي تسعى من حولها.. بعضها لا يهتم بها.. ولا يراها.. وبعضها يطاردها.. ولا تعرف سببا لذلك.. أرهقتها محاولة الهرب.. ولم يستطع عقلها الصغير أن يحيط بكل ما يدور من حولها.. أحست بالغربة والضياع.. فكان القرار..
سارعت بالعودة إلى البئر.. وبقفزة واحدة كانت هناك في القاع.. حيث الحياة التي ألفتها.. ماء وطين..
وبقعة صغيرة من الضوء.. هي كل السماء.