يلتقطهُ الصمت.. يدثرهُ بأقماطه البالية..
يحتضن عالمهُ بين أسواره.. يعتصر من روحه الحياة.. يحقنها في غيمات ملأى بالدموع الصامتة، كضرع أم مكلومةٍ بفقد وليدها.. تتوه بين الثغور الصغيره تشتم رائحة الحياة فيها بعد أن أسكرتها رائحة الموت واغتالت روحها.
تتوه غيمات الصمت بين جبال الحياة الشاهقة.. تطاولت معها علها تصطدم بها لتروي أديم الغريب بالدموع.
يستوطنها الحزن فيرفعها عالياً، ويخذل أمنية الغريب بمطر يروي وحشة ليله...
تمر حياته أمامه كشريط أبى أن يُترجم إلا بصمت، كما وُسمت به لحظاته الراهنة..
فصمت الحزن أبلغ من ألف حكاية.
تَنسلُ الأيام من بين أصابعه المدهوشةِ بعد فراغها، منذرة بمرور السنين كحلم عابر..
تسابقهُ إلى أجلهِ دون هوادة صمتها القاتل ولحظاتها الفارغة، تقارب نسيان الكلام..
هنا بين حوائط العالم السرمدي يلتقط الصمت أنفاسه ليمارس طقوسه بين هذه الجدران
بعد أن ملها الملل ويأس منها اليأس..
تضمه هذه الجدران وتهمس له بصمتها تنشره كأسراب الظلام...
يطول الليل ويطول الصمت ويطول الانتظار..
فهل يدرك الفتى الصباح...؟
أم ينطفئ في روحه المصباح...؟