فاصلة:
((نحن نستمتع بما نحصل عليه أقل مما نستمتع بما نرجوه))
- حكمة عالمية -
هل نحن مرفهون استنادا إلى أننا شعب لديه من وسائل الرفاهية ما لا يتوفر لدى غيره من الشعوب دون الخوض في الاعتبارات الاقتصادية كوننا دولة غنية بالنفط وكل ما حولنا في بلاد الغرب يذكرنا بأننا دولة نفطية.
لكن كيف هي حياة أي مبتعث سعودي يدرس خارج بلده معتمدا على مكافأة الدولة الشهرية؟ وكيف هي حياة أسرة هذا المبتعث؟ الدولة تدفع للمبتعث مكافأة شهرية وبدلات شهرية وسنوية ولكن المشكلات المالية وعدم كفاية الرواتب التي يتقاضاها المبتعث، تعتبر على رأس الصعوبات التي تواجه المبتعث وبخاصة أن زيادة الـ15% التي تمت إضافتها إلى مكافآت الطلبة لم تشمل مكافآت الزوجات والأبناء، ما يعني قصور هذه الزيادة عن تحقيق أهدافها.
بضغطة زر في محرك البحث جوجل تجد آلاف المقالات والتحقيقات الصحفية والتقارير التي تحكي مآزق المبتعثين المالية بخاصة أولئك الذين لا يتلقون دعما ماليا من أهلهم بالسعودية.قصص كثيرة لطلاب عادوا لأنهم لم يستطيعوا الصمود أمام نقص المال عن توفير مستلزمات الحياة في الخارج، وبعض الطلاب تركوا أطفالهم في السعودية بعيدا عنهم لعدم استطاعتهم ان يسددوا رسوم الحضانات.
هذه القصص مؤلمة لأن المبتعث أتى ليحقق هدفا لا يمكن له تحقيقه ما لم يكن متنعم بالاستقرار النفسي.
والمال عصب الحياة ولذلك يعاني المبتعث وأسرته كثيرا حتى يوفر حياة كريمة ولتستطيع المكافأة أن تجعله يعيش مرتاحا لا تؤرقه مواعيد التزاماته المادية.
إن شعور الإنسان بالاحتياج والضغط النفسي الذي يواجهه أي إنسان لديه التزامات مادية لا يستطيع إيفاءها وقد يترتب على ذلك مشاكل مع صاحب المنزل المؤجر أو حضانات الأطفال أو تسديد فواتير الماء والكهرباء والغاز وتفاصيل أخرى لحياة يومية مادية بحتة فلا شيء يوجد مجانا باستثناء الخدمات الصحية.
غير ذلك فالحياة في الغرب صعبة بكل ما تعنيه هذه الكلمة من معنى والذين يتوقعون أن المبتعث السعودي مغترب لأجل السياحة يحتاجون أن يزوروا الملحقيات الثقافية في الخارج ليتعرفوا على معاناة الطلبة ومشكلاتهم التي تحاول الملحقيات جاهدة أن تقدم لها الحلول.
إذا كان هناك عدد من الطلبة المستهترين الذين لا يستحقون دعم الدولة لهم فهناك الآلاف من الطلبة الذين بحق تفتخر بهم بلادهم حيث يسعون بكل ما لديهم من جهد ليكونوا صورة حسنة عن بلادهم ويعودون بخبرات علمية يحتاجها بلدهم.
nahedsb@ hotmail.com