المجمعة - فهد الفهد
المتتبع لنتائج فريق الفيصلي الكروي في الجولات الأربع الفائتة من دوري (زين) للمحترفين يلحظ من الوهلة الأولى أن الأهداف الأحد عشر التي ولجت مرماه من الوحدة والاتحاد والهلال والاتفاق جاءت جميعها في الحصة الثانية من هذه المباريات وهو شيء نادر الحدوث.. وفي عالم كرة القدم يعود ذلك إلى سببين إما ضعف المخزون اللياقي أو عدم قراءة المدرب للمباراة القراءة المطلوبة وبالنسبة لوضع الفيصلي هذا فأنني أميل إلى السبب الثاني لا لشيء ولكن ليقيني التام أن لياقة أفراد الفريق جيدة قياسا بالاستعدادات المبكرة للدوري الذي تخلله معسكرا في مدينة الإسماعيلية استغرق قرابة الثلاثة أسابيع وهذه الفترة كفيلة برفع المخزون اللياقي لدى اللاعبين إلى النسبة المطلوبة والتي من الواجب أن تصل في بداية الموسم إلى 70 في المائة تتدرج مع المباريات حتى تصل إلى نسبة عالية وأجزم أن أغلب لاعبي الفيصلي وصلوا إلى هذه النسبة أو أعلى من ذلك.. وهذا ما يجعلني أرجح أن الكرواتي (زلاتكو) مدرب الفريق لا يتعامل مع المباراة بالشكل المطلوب.. لأنه وكما هو معروف فإن الشوط الثاني من المباريات هو شوط المدربين تبرز فيه قدرات المدرب وإمكاناته من خلال قراءته للخصم وتعرفه على مناطق الضعف والقوة لاستغلال ذلك لمصلحة فريقه لكن ما لاحظناه في مباريات الفيصلي الأربع الفائتة إن أداء الفريق يتراجع في الشوط الثاني بشكل كبير بل ومخيف لعشاق (العنابي) فلو أخذت أبرز هذه المباريات كمثال وهي مباراة الفريق مع فريق الهلال التي استقبلت فيها شباك الفيصلي خمسة أهداف تعادل نصف الأهداف التي ولجت مرماه تقريبا حتى الآن.. وهنا لا أعترض على كمية الأهداف لكونها جاءت من الهلال الذي يعتبر أفضل وأقوى فرق الدوري وأكثرها حظوظا لتحقيق البطولة وإن كان للفيصلي مواقف طيبة مع الفريق الهلالي حيث التقى الفريقان في الثلاثة مواسم الماضية في ثلاثة لقاءات كان الفوز فيها للفريق الهلالي لكن لم تتعد النتيجة فيها هدفين وكان أخرها في الموسم الماضي في مسابقة كأس سمو ولي العهد الأمين عندما فاز الهلال بنتيجة 2 - 1 رغم أن الفيصلي كان يلعب بدون لاعبين أجانب لكونه كان ضمن أندية الدرجة الأولى لكن أن تأتي هذه الأهداف في شوط واحد فهذا شيء غير مقبول ويعكس أن هناك أمورا فنية يجب التنبه لها ومعالجتها قبل فوات الأوان (فليس العيب أن تخطئ بل العيب أن تتمادى في الخطأ) ولهذا أتمنى أن يستفيد المدرب من فترة التوقف الطويلة هذه لمعالجة أوضاع فريقه والأخطاء التي حدثت في المباريات السابقة ومشاهدة أشرطة للفرق قبل اللعب معها حتى يستطيع وضع الطريقة التي تنبثق من خلالها خطته لشوطي المباراة وذلك بالشكل المناسب فالدوري لازال في بدايته والعنابي قادر بمشيئة الله على تحقيق أكثر من البقاء كما عود محبيه وإن شاء الله نشاهد الفريق بصورة أفضل بعد التوقف فهو مؤهل لذلك ولديه الشيء الكثير. والله من وراء القصد.