Al Jazirah NewsPaper Sunday  12/09/2010 G Issue 13863
الأحد 03 شوال 1431   العدد  13863
 
المنشود
المسجد الحرام ومشاهد مؤسفة!!
رقية الهويريني

 

من هيأ الله له العمرة أو الحج لبيت الله الحرام ورأى الجهود المبذولة في سبيل إعماره لا يسعه إلا الدعاء للقائمين عليه، وشكر سعيهم في خدمة زوار بيت الله الحرام.

ومن زار الحرم هذه السنة يظهر له قصور في بعض الجوانب التي لا تليق بالمكانة الروحية للحرم المكي. ولعله من باب الأمانة ونقل الصورة تلك الملاحظات للقائمين عليها لتلافي القصور والقضاء على السلبيات:

-- يلاحظ ضعف في تهيئة الحرم للأجواء الحارة، حيث لا تتوفر مكيفات كافية في مسعى الدور الثاني، وتم الاكتفاء بمراوح صغيرة، فبرغم توفر التكييف إلا أنه ضعيف جدًا بسبب الزحام الشديد، الذي ينبغي ألا يكون مبررًا لوجود هذا القصور، حيث تسعى بعض الدول إلى تكييف ملاعب كرة القدم الضخمة، وأزعم أن الحرم أولى. ولا بد من معالجة الزحام وضرورة تحديد أعداد المعتمرين كما كان في السابق تقليلاً للازدحام وتخفيفًا من الروائح الكريهة الخانقة ومنعًا للافتراش.

-- من ألجأه الزحام للصلاة في التوسعة فهو يعاني من ضعف وصول صوت الإمام بسهولة، حيث لا يكاد يُسمع أو يصل متقطعًا، وينبغي إيجاد الحلول البسيطة في النظام الصوتي.

-- بالرغم من أن الدور الثاني خفف على الناس الازدحام إلا أن من يصعد إليه لا يعرف من أين دخل ولا من أين يخرج؟! حيث لا توجد مسميات على الأبواب، فلو وضعت نفس مسميات البوابات السفلية على العليا لكان هناك تخفيفًا على المعتمرين.

-- ظاهرة النوم المتواصل في الحرم المكي مظهر يفتقد لأدنى مقومات الحضارة، ولا يليق بشكل المسلمين، ولا شك أن منظر النائم وغيابه عن الوعي يتنافي مع قدسية المكان، إضافة إلى التضييق على الناس. ولا بد من الحزم مع المعتمرين بحيث يكون دخول الحرم للصلاة والعبادة وليس للنوم والاسترخاء، وليس أسوأ من لجوء المعتمرين النائمين للوضوء من ماء زمزم المعد للشرب وتلويث المكان بماء الوضوء. ولا ننسى الجهود الجبارة والسريعة للقائمين على نظافة الحرم مما يستحق الإشادة والشكر.

-- برغم تعليمات وزارة الداخلية بوقف جميع أشكال التبرعات إلا للجمعيات الخيرية المعترف بها، إلا أنه يلاحظ تسلل بعض الأشخاص وطلبهم التبرع لجمعيات تحفيظ القرآن وبعض الفقراء ولجهات مجهولة المسمى! وقد تتعاطف فئة من الناس فيتبرعون، خصوصًا للسيدات، وقد يتم جمع تلك التبرعات استغفالاً للناس أو تسلم لجهات محظورة أو منظمات إرهابية.

-- يأسف المعتمر والزائر حين يرى ذلك المكان المهيب وقد تحول لملعب للأطفال وممارسة ألعابهم ومطاردات بينهم. وفي حين يشعر الأهل بالراحة عند سماع صياح أولادهم حولهم مما يشعرهم بالأمن والطمأنينة، ولكنه على جانب آخر يشكل إزعاجًا للمصلين وإثارة لمشاعرهم وافتقاد روحانية المكان والسكينة المطلوبة به. وينبغي على المسؤولين منع دخول الأطفال للحرم لهذا السبب، ومنعا لتعرضهم للاختطاف، ولأسباب تتعلق بالنظافة وتقدير الساحة الشريفة.

-- إن الفوضى المصاحبة لتأجير عربات نقل كبار السن والمعاقين تتيح لضعاف النفوس فرصة استغلال الحجاج والمعتمرين ولاسيما حين يكون المحتاج أكثر من شخص. وهو ما يتطلب ضرورة فرض رسوم موحدة لجميع العربات ومسجلة عليها، تمكن المستأجر من الاطلاع عليها دون مزايدات ومشادات.

وحين تبرز تلك الملاحظات فإن الهدف التطوير في حدود الإمكانات، والأمر لا يحتاج إلا قليلاً من التخطيط والرقابة والمتابعة والتنظيم. ولا شك أن ضعف التخطيط وغياب التنظيم يشوه جمال تلك الإنجازات الضخمة التي لا ينكرها إلا جاحد!

rogaia143@hotmail.Com
www.rogaia.net


 


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد