الجزيرة - الرياض
في ليلة العيد يكاد الراصد لحركة الأسواق في الرياض يشعر أن بعض الناس كانوا نيامًا واستيقظوا في هذه الليلة وبالذات في أماكن معينة أو على سلع معينة في مقدمتها الحلوى والعطور والملابس الداخلية والشماغات.
(الجزيرة) تجولت في الأسواق ووجدت أن هناك مفارقات عجيبة، وغياب شبه تام لكل رقيب أو ضابط للأسعار عدا ضمير البائع الذي إما أن يكون مراقبًا لله أو مقبلاً على الدنيا بمفهوم رمضان، ومع شيوع مفهوم لدى بعض الباعة أن فلوس العيد صدقة.
سفيان بائع في محلات كبرى للشماغات والملابس الداخلية وكان المحل مكتظًا بالمشترين فسألناه عن العمل ليلة العيد إجمالاً فقال: في هذه الليلة الناس لا تسأل عن السعر إطلاقًا، اللهم إلا إذا أراد أن يعرف الخيارات في السلع، أما المفاصلة في السعر فغير وارد وخصوصًا من لديهم أبناء، يأتي فقط فيحدد الكميات كذا وشماغ كذا وبدلة داخلية ويدفع دون نقاش وسألناه أيضًا عن التلاعب بالأسعار وهل هناك استغلال للزبون هذه الليلة؟ فأجاب أن الأمر عائد إلى ضمير الباعة وأصحاب المحلات الذين يمكن لهم استغلال الوضع بشكل سيئ، لكن الكثير لديهم تقوى الله.
حاورنا عددًا من المتسوقين الذين تحدثوا مجملين همّهم بأنه ليس السعر وإنما جودة السلعة.
معتز صالح الجابري أحد المتسوقين برفقة ابنيه مشعل وعبد الإله كان يحمل أكياسًا كثيرة وقال ل(الجزيرة): إن الأسرة ينقصها التخطيط، إما لانشغال الرجل أو لعدم التفكير بهذا الجانب أو لأن غالبية الأسر اعتادت أن تقضي العيد خارج المملكة وبالتالي تأتي آخر الليلة وتتكشف النواقص ونضطر للنزول إلى السوق والشراء بأي ثمن، المهم أن تتوفر هذه النواقص وقال: إن الازدحام في هذه المحلات يجعل الواحد يخجل من المفاصلة في السعر، لأنك تقف أمام البائع وخلفك طابور من المنتظرين للشراء، فتضطر للاستعجال.
في سوق العطور في المعيقلية بالرغم من أنه سوق جملة لكن هناك من الناس من يشتري من هناك لوجود فارق بين الجملة والتجزئة.
وتحدث عدد من الباعة عن الموسم فقال مهيوب المخلافي بائع عطور شرقية: إن موسم رمضان بالنسبة للعطور الشرقية موسم قوي جدًا على مستوى المملكة وهو في نظره مناسبة تستوعب كل الأنواع وهناك من يستغلها في التخلص من أصناف وأنواع رديئة وهناك من يُعدُّ بضاعة خاصة لرمضان ودعا إلى أن تكون معامل صناعة أو تركيب العطور الشرقية مرخصًا لها رسميًا ومنضبطة بمقاييس الجودة لأن هناك من يستخدم زيوت قد تكون ضارة بالجسم إلى جانب غش العود فعلى سبيل المثال ممكن حقن العود بالرصاص من أجل الوزن وهذا في حالة البيع بالجملة وهي حالة يلجأ لها بعض ضعفاء النفوس ولكن تطبيق معايير الجودة مطلوب.
متسوقون من مختلف الأعمار أحالوا السوق إلى خلية نحل
ياسر عبد الجليل أحد المتسوقين قال: إنه ينتظر ليلة العيد لعدة أسباب أولاً لأنه صاحب عمل طيلة رمضان وثانيها أن ليلة العيد من وجهة نظره سلاح ذو حدين، أما أن تجد محلات تريد أن تنتهي مما تبقى لديها من البضائع فتبيعها بأي سعر وإما أن تضطر للشراء بأي سعر وأنا اشتري من سوق الجملة لأنه أرخص وأوفر.
في أحد محلات بيع الحلويات تحدث أبو جاسم قائلاً: لدينا شبكة من المتعاملين معنا ونحن نصنع لهم حلويات خاصة بالعيد عليها عبارات المعايدة وأحيانًا نشكل الحلوى المصنوعة مع حلوى مستوردة ونضعها في تشكيلة خاصة بما يتناسب مع المناسبة لكن أيضًا نعمل مع السوق المفتوح ولا نستطيع تلبية الطلبات.
وتحدث عدد من المشترين الذين ربطوا العيد بجملة العادات المشيعة للفرحة والبهجة ومنها تقديم الحلوى للزوار وهناك أطفال أصبحوا يحبون أن يعملوا (تورتة) العيد بأشكال معينة.