الجزيرة - الرياض:
دعا اقتصاديون أمانات المدن إلى تطوير إستراتيجية بعيدة المدى والتواصل مع الجهات الإشرافية على الثقافة والفنون في المملكة لتكامل الجهود وتحويل المسرح إلى صناعة بالمفهوم الاقتصادي لها مردودها وإيراداتها. وأشادوا بالمستوى الذي بذلته الأمانات للخروج باحتفالالت العيد بالشكل المعبر عن عظمة المناسبة ومكانتها في نفوس المسلمين. وقال للجزيرة المحلل الاقتصادي محمد سليمان العنقري: حتى يصبح النشاط الثقافي الفني المتمثل تحديداً بالمسرح الهادف لابد من توفر بنى تحتية له، وجهة مشرفة عليه ترعاه، ويكون من أهدافها الارتقاء به لمستوى الصناعة كما في بعض الدول العربية مع أن يكون لها ضوابط تتلاءم مع بيئتنا وثقافتنا. فالمجانية لدخول المسرحيات اليوم التي تأتي من مبادرات تقوم بها أمانات المدن بالأعياد والمناسبات قد تكون مقبولة حالياً لعدم توفر البيئة الاقتصادية المناسبة، لكنها بالوضع الحالي لا تحقق الهدف المنشود لصناعة فنية مسرحية ولكنها تساهم بنشر هذا النوع من الفن كثقافة ممكن أن يعتاد عليها الناس. وحتى يتحقق الهدف لا بد من أخذ تجربة رياضة كرة القدم على سبيل المثال، حيث يوجد لها جهة تشرف عليها ويتم تسجيل اللاعبين والمنشأة الرياضية التي تضمهم وتحديد الكثير من الأمور التي تحقق مورداً مالياً للأندية، وكذلك يوجد ملاعب وأسعار محددة للدخول ودخل للأندية يساعدها على تطوير نشاطها وكذلك الفن فلابد من جمعية تسجل الموهوبين والفنانين، وكذلك لا بد من توفير المسارح في المدن الكبرى بأعداد وتوزيع مناسب وكذلك التشجيع على إقامة الفرق المسرحية ووضع ضوابط للعمل بكافة قواعده وسيحقق مورداً مالياً كبيراً وتشغيلاً لكوادر بشرية كبيرة مع الزمن ويقلص من الاستنزاف المالي الذي يأتي من خلال خروج الكثير من الأسر والشباب إلى دول مجاورة لحضور مثل هذه الفعاليات. فالفن أصبح صناعة تحقق مليارات الدولارات لبعض الدول العربية. كما يسهم باستقطاب فرق فنية من دول عربية متقدمة بهذا المجال وبالتالي يكون هناك رفع للإنفاق الداخلي على المجال الترفيهي يسمح بضخ استثمارات كبيرة بهذا المجال. ومن الممكن أخذ الكثير من تجربة دولة الكويت بهذا المجال لتطبيقه هنا مع عدم الاستهانة بأن تبقى للرسالة الفنية المقدمة انضباطها ومناقشتها ومعالجتها للقضايا المحلية والخارجية بأسلوب فني راق يحقق الهدف المنشود وكذلك يرفع من الموارد المالية على الصعيد المحلي بدلاً من استنزافها بالخارج.
من جانبه قال الكاتب الاقتصادي فضل البو عينين: من المفترض أن يكون هناك عائد اقتصادي للأمانة وللمسرح وللفنان نفسه لكن ليس الآن على اعتبار أن جمهور المسرح لم يصل إلى مرحلة التبلور وما تزال هناك تحفظات اجتماعية، وأن تقديم المسرح مجاناً حالياً هو أسلوب تسويقي من باب تقديم السلعة مجاناً حتى يألفها الناس، ولا بد من أن نصل إلى مرحلة زوال كل أشكال التحفظات الاجتماعية على المسرح، مثلاً في الكويت إذا ذهبنا إلى هناك نشتري تذكرة وندخل المسرح ولا توجد مشكلة في ان تشتري تذكرة.