جدة - عبد الله الزهراني:
يفضل أغلبية سكان المملكة قضاء الأيام الثلاثة الأولى من العيد السعيد في داخل مدنهم بين الأهل والأقارب لأن التواصل الاجتماعي في مثل هذه الأيام له طعم مختلف، حيث يترقب المواطنون والمقيمون، على حد سواء، هلال عيد الفطر بكل شوق بعد صيام شهر رمضان المبارك وبعد أن يتم التأكَّد من رؤية هلال شوال، يقوم الأهالي بالتحضير للعيد السعيد.
وفي مدينة جدة عروس البحر الأحمر، على وجه الخصوص، يحرص أهلها على قضاء العيد في بيت عميد الأسرة وكبيرها، لتناول (فطور العيد) الذي يُعدُّ من العادات القديمة المتوارثة، حيث يجتمع جميع أفراد الأسرة بعد أداء صلاة العيد في بيت الجد أو الجدة أو كبير الأسرة حول سفرة واحدة لتناول طعام فطور العيد. ومن أهم الأطباق التي كان يحرص أهل جدة على وجودها في إفطار العيد «الدبيازة « التي تتكون من بعض الفواكه الجافة بالإضافة إلى أطباق متعددة ومتنوعة من الأكلات الشعبية مثل «خبز الشريك» و»التعتيمة « التي تتكون من حلاوة اللدو واللبنية والهريسة بالإضافة إلى الجبن بأنواعه والزيتون بأنواعه والمربات والأمبة للتحديق. ويُعدُّ «المقلقل» عريس السفرة والصنف الرئيس، وهو عبارة عن لحم مقطع قطعًا صغيرة مع البصل، ثم يضاف إليه الطماطم والفلفل الأخضر بعد تقطيعه إلى جانب البهارات، ومن الأكلات الشعبية أيضًا اللحم المختوم الذي يصنع من الحُمر، ويقدم ساخنًا. وبعد الانتهاء من فطور العيد يذهب الجميع لزيارة أصدقائهم ومعارفهم كما يقوم البعض الآخر بتناول الحلوى والقهوة مع الأهل ويستمتعون باستقبال المهنئين القادمين إلى بيت عميد الأسرة بالعيد السعيد.
وكان العيد في مدينة عروس البحر الأحمر مدينة جدة ينصب في ثلاث حواري: حارة اليمن، حارة المظلوم، وحارة الشام، ويبدأ صباحًا ويبلغ ذروته بعد العصر ويمتد حتى وقت العشاء، ويقوم الرجال والنساء بتوزيع العيدية لعدة أيام على الأطفال، كما يحرص الأطفال على الخروج بأجمل ملابسهم فرحين للعب، ومن الألعاب الشعبية القديمة المدوان، الكيرم، الكبت أو طيري، البربر، البرجون أو اللب، الكمكم، شد الحبل.