لست أدري لماذا تذكر الرئيس الإسرائيلي (نتنياهو) أخيراً، وهو ذو النهج (الصهيوني) الواضح أنه (يهودي) أولاً. (أي يدين بديانة سماوية يعترف بها ديننا الإسلامي الحنيف).
وبنبيّها موسى عليه الصلاة والسلام وكتابها المقدس التوراة، أقول لست أدري لماذا تذكر نتنياهو ذلك وفي هذا الوقت بالضبط ولكنني أجزم بما يقترب من اليقين أنه - أي نتنياهو - لم يتذكر هذا الأمر إلاّ حينما أيقن أن (الصهيونية) كمبدأ سياسي قد فقدت احترامها بين سائر الشعوب والدول والأمم وقد أثبتت من خلال ممارستها كسياسة عنصرية ضيقة بالفعل ولم تعد مقبولة في هذا الزمان لتكرار أخطائها.
بل سقطت عنها أخيراً ورقة التوت التي كانت تستر آخر ما لديها من (عُري) لدى تعاملها العنصري (المحض) والفظّ مع قوافل السلام التي ضربتها لمجرد أنها تحمل قوتاً لشعب يموت أمام أنظار العالم الكوني الحديث، لذلك فضحت الصهيونية نفسها بل (فصّخت) نفسها أمام العالم كله لا سيما وأننا نعرف أن القائمين على قوافل السلام يمثلون مختلف الشعوب والديانات والأمم فمنهم المسيحيون والإسلاميون والبوذيون ومنهم العرب والأوروبيون والآسيويون والأتراك والأفارقة. أقول حينما اكتشف نتنياهو عريه الخالص ها هو (يلوذ) أخيراً بالديانة من جهة ومن العرق من جهة أخرى، لعله يستتر بهذه المواربة حينما سقطت ورقة التوت كلياً عنه. ومن هنا ها هو يطلق في بدء مؤتمر السلام الأخير: مقولته الغريبة التي تقول: (إن العرب أبناء عمنا وسنتوصل إلى حل معهم من أجل التعايش والسلام).
أما أبناء عمه العرب فيقولون له: (امعصي) إلا إذا أثبت ذلك فعلاً في هذه الفرصة التاريخية التي تُعتبر آخر الفرصُ بين (أولاد العم!!) بل إن عليه أن يقتدي بأبناء عمه الآخرين المسيحيين الذين تجمعه معهم ومعنا أيضاً (الوحدة الكتابية في الأديان السماوية) والذين أثبتوا لنا وللعالم أجمع حرصهم على التقارب بين الشعوب واحترام الديانات فعلاً وذلك من خلال شجب وإدانة ومنع (مسيحي أحمق) يريد إحراق القرآن الكريم وهو كتاب إحدى الديانات السماوية التي يجب أن يؤمن معتنقوها بحوار واحترام الأديان كما دعا إلى ذلك خادم الحرمين الشريفين الذي يُعتبر أكبر داعية للسلام وحوار الأديان وتعايش الأمم، وأعتقد أن لدعواه تلك واحترام العالم له الأثر المؤثر على سياسيين وإعلاميين ورجال دين أوروبيين في شجبهم ومنعهم التاريخي الرائع لذلك (القسّ الأحمق) الذي كاد أن يشعل العالم من جديد، فشكراً لأبناء عمنا الأوروبيين.