ان تكون متخصصا في موضوع وتتميز فيه، فهذا أمر لا غرابة فيه كونك قضيت جل عمرك فيه، وواجب على المتخصص أن يتميز قدر المستطاع ولا يكون تقليديا غير مجدد ولا مبتكر في تخصصه، وأما أن تتخصص في موضوع ثم تبدع فيه وتكون مبتكرا، فهذا قليل بل نادر.

زميلنا العزيز وصديقنا المتواصل المتميز الدكتور عبدالله بن ناصر السدحان وكيل وزارة الشؤون الاجتماعية المساعد، تميز في موضوعات الوقف وأبدع فيها وكتب فيها ما لم يكتب كثير من المتخصصين في موضوعاتهم، ومنذ أن عرفنا السدحان عرفناه باحثا متميزا في موضوعات الوقف يكتب وينشر ويحلل.

وقبل فترة ليست بالبعيدة أصدر وفي ظل تميزه المعتاد مجموعة من البحوث والدراسات تحت عنوان (الأوقاف والمجتمع)، وقد تضمنت هذه البحوث والدراسات عدة موضوعات عن الوقف مثل: الآثار الاجتماعية للوقف، وكيف نواجه مصارف الأوقاف لتلبية احتياجات المجتمع، وقدم السدحان في مجموعة هذه رؤية مستقبلية لدور الأوقاف في الاستفادة من الشباب، وفي هذا المجموع المتميز تجد بحثا عن الأوقاف على الحرمين خارج المملكة العربية السعودية، وعالج السدحان في هذا المجموع قضية الاندثار القسري للأوقاف.

أخي القارئ: هذا نموذج مما قدمه السدحان وليس كل نتاجه في الوقف هذا الموضوع التراثي الاقتصادي الذي يستمد قاعدته من شريعتنا المطهرة.

وفي هذا المجموع أكثر من عشرة ملاحق كلها تدور في موضوعات التراث والوقف بتميز ووسائل معينة على فهم أكبر للموضوع مثل الصور والوثائق.

بقي أن يعلم القارئ أن هذا نموذج من طرح السدحان الوقفي فهو باحث وقف ومشارك في جل ما تقوم من ندوات ومؤتمرات عن الوقف، وبالتالي فالاستفادة من هذا الاسم في مجالات الوقف أمر مطلوب وبخاصة أننا نشهد الكثير من الجهات الخيرية والمؤسسات بل ورجال الأعمال يبحثون عن أفضل الطرق لاستمرارية عمل الخير لديهم في حياتهم وبعد وفاتهم.

دعواتي لأخي السدحان بالتوفيق، وأن نرى في كل مجالاتنا الباحثين المتخصصين المبتكرين المبدعين.