في مجتمعنا المحلي نسمع أبياتا تردد على ألسنة الناس، هذه الأبيات جزء من تاريخنا المحلي ومع مرور الزمن قد تنسى المناسبة التي قيلت فيها هذه الأبيات بل قد تستصعب فهم الكلمات الواردة في القصيدة وفي هذه المقالة البسيطة أحببت أن أسوق لكم قصة بيتين من أبيات شاعر من أهل مدينة تمير مع شرح مبسط لبعض الكلمات الواردة فيها بناء على ما ورد في كتاب معجم الأصول الفصيحة للألفاظ الدارجة للشيخ محمد بن ناصر العبودي.
|
ففي العيد يفرح الناس بقدومه حيث يلتقي الأقرباء والأحبة والأصدقاء ويأتون من أماكن متفرقة حيث يجتمعون مع بعضهم بعضا يتبادلون التحايا ويتذوقون طعام العيد، حيث يجتمع أهل الحي إلا أن بعضهم قد لا يستطيع الحضور لظروف خاصة كمرض أو عمل أو سفر وغيره. وهذه القصة القديمة حدثت لأحد أهل مدينة تمير والذي كان قبل العيد يعمل في مكان يسمى جراب وهو أحد البلدان الموجودة في الشمال الشرقي من بلد الزلفي شرقي نفود الثويرات وكانت تسمى قديما اراب فيما ذكره الشيخ حمد الجاسر رحمه الله.
|
قيل ان صاحبنا كان مشاركا في الغزو وقيل إنه يعمل في أحد الأعمال التي تستلزم وجود الإبل وقد سماها في أبياته الفطر الشيب والفطر بتشديد الطاء كلمة مفردها فاطر وهي الناقة الكبيرة المسن والشيب يطلق على الإبل التي يكون ظهرها أشيب كأنه قد شاب، وذلك من أثر كثرة الركوب والحمل عليه.
|
قال الشاعر شليويح العطاوي:
|
خاويت شبان على فطر شيب |
كم مارد جيته تعاوي سباعه |
ويقول الشاعر شالح بن هدلان:
|
ويا ذيب يبكونك هل الفطر الشيب |
أن لايعتهم مثل خيل المحيّا |
قبل قدوم العيد طلب من أصحاب العمل الذين سماهم المعازيب والمعازيب مفردها معزب كلمة تطلق على صاحب العمل أو الحاكم الذي يعمل عنده العامل.
|
|
اثر المعازيب ما ياوون ×× جاروا على وليد جفان
|
طلب منهم الرخصة للرجوع إلى بلد تمير من أجل أن يعايد الأقرباء والأحبة لكن أصحاب العمل لم يسمحوا له لأنه رجل مهم وفي ذهابه ستتعطل مصالحهم حيث لم يكن هناك بديلا عنه، وهذا يذكرني ببعض موظفي الدوائر الحكومية لا يستطيع أن يأخذ إجازة بسبب أهمية العمل الذي يقوم به.
|
استسلم للأمر الواقع ولما أتى العيد فاضت مشاعره وبدأ يتذكر اجتماعه بأهله وأحبته في العام الماضي عندما كان معهم يبادلهم التحية ويشاركهم في طعام العيد واليوم أصبح عيده مع هذه الإبل فانشد هذين البيتين:
|
العيد جاني وأنا في جراب |
ما رخصوا لي معازيبي |
كلن تعيد مع الأحباب |
وأنا مع الفطر الشيبي |
هذا ما أحببت إيراده حول قصة العيد جاني وأنا في جراب والله أعلم
|
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
|
الرياض |
|
|