عبر كتابه (خطاب الهوية) الصادر عن الدار العربية للعلوم يقول الكاتب والفيلسوف أ. علي حرب إن أحادية الاسم والأصل والنموذج هي فخ الهوية كما هي مقتل الحرية لأن هويتنا هي أغنى وأوسع وأشد تنوعاً وتركيباً من أن تحشر تحت عنوان واحد.
إنها أشبه بمسرح لأطياف وشخوص أو لأصوات ولغات أو لقوى وآليات تعمل من ورائنا وتتكلم عبرنا.
الكتاب مسيرة فكرية كتبها أ. علي حرب في مدينة لارنكا بقبرص عام 1984م حين قدم إليها فراراً من جحيم المعارك على الأرض اللبنانية.. وصدر في عدة طبعات.
ويقول في مقدمة الكتاب: ما كتبته يشكل سيرة بقدر ما تحدثت فيه عن نفسي ورويت وقائع تتصل بحياتي الخاصة ومع ذلك فإن هذه السيرة لا تعد عملاً أدبياً بالمعنى الحصري للكلمة وإنما هي في المقام الأول على فكري توسلت إليه بالحديث عن بعض تجاربي الشخصية أو رصد بعض تحولاتي الفكرية.
إنها مسيرة فكرية أكثر مما هي أدبية..
وأكد أ. علي حرب أنه يهدف من إصدار الكتاب إلى تبسيط جملة أفكار تكونت عنده بعد تأمل في الأحوال التي تشهدها البشرية.
وقال: الغرض الأصلي من وراء كتابة هذه السيرة أن أستعيد على نحو نقدي الأطوار الفكرية التي طويتها أو أكشف عن الأسفار العقلية التي تنقلت بينها.
وقد تضمن الكتاب ملحقاً إلى هذه السيرة لا على سبيل الحكاية بل على سبيل المحاورة انطلاقاً من لقاءات جرت بين أ. علي حرب وعدد من الكتاب والصحافيين والصحافيات.
وقد سألته إحدى الصحفيات عن العوامل التي أثرت في تكوينه الفكري ومسيرته الإبداعية فقال: دعيني أولاً أستبعد التهويمات الإبداعية النرجسية التي يلجأ إليها المثقفون لأن الإبداع لا يقتصر عليهم وإنما هو شأن كل من يشتغل على نفسه ويغير نفسه أو غيره أو محيطه بصورة مفيدة وبناءة فيما يخصني بوسعي القول إنني حصيلة ما انخرطت فيه من التجارب وتفاعلت معه من البيئات أو ما مررت به من الأحداث ومارسته من الأعمال والأدوار.
بهذا المعنى، أنا ثمرة جهودي واشتغالي على نفسي، بقدر ما أنا حصيلة صدف وجودي ومقارنات حياتي وأنا أثر لمسلسل المشكلات والتحديات التي أواجهها.