نظرت إلى الساعة بيدي، كان الوقت هاربًا وأنا لازلت أحتاجه لتوطين هدوءٍ بدأ يغادرني، تأكدت من أوراقي أنها جميعًا معي، لا أريد حين أصل أجدني قد نسيت شيئًا منها، أذكر حينها ونحن في طريق الذهاب أني دسست رأسه في حقيبتي، ومضيت على عجل.
لا أدري لمَ أستشعرت بأن الطريق يمتد.. ويمتد، وقلبي ينبض في رأسي..
أكاد أحصي نبضا متدافع يخترق طبلة أذني.
كان الجو خانقا ما زاد اضطرابي.
يداي ترتجفان حدثتني نفسي أن الموقف لا يستحق كل هذه الرهبة، صدقتها لكن الخوف المرعب من خيبة جديدة يكذبها.
كانت عيني المتفحصة تحصي حتى خطواتي المرتبكة..
ولجت ذلك المكان المعبأ بالبرودة ثم شخص يطل من نافذة زجاجية اقتربت منه فأشار بيده إلى الطريق الذي يجب أن اسلك ثمة لوحة صغيرة كتب عليها (ممنوع دخول الرجال) طرقت الباب فتحت لي امرأة فارعة الطول بشعر أشقر بلكنتها العربية التي تحدد هويتها ورحبت بيّ..
أجلستني على مقعدٍ أمامها..كنت قد بدأت أتخلص من براثن الطقس الحارق، وألفظ أنفاسًا تكاد تشق صدري ما أشعرني برغبة ملحة بكوب ماءٍ بارد لم تمهلني كي امدد حبالي الصوتيه لطلب كوب الماء البارد سألتني: - ما شهادتكِ، وقدراتكِ، ماذا تجيدين أعني ؟! « حاولت أن أجمع ثباتي لأبدو لها أكثر هدوءًا وثقة.
مططت شفتي بابتسامة يابسة: - لدي شهادة الثانوية العامة ودورة حاسب آليّ..
«معذرة لكن أشعر بجفاف بحلقي تعبت حتى وصلت هُنا ممكن» - لا بأس.. وهل تجيدين استخدام الإنترنت والبحث فيه؟! «»نعم أعرف جيدًا.كوب «وماذا عن لغتك الإنجليزية ؟!» - لغتي صفر لا أجيدها أبدًا هل لي ب..
- حسنا انتهت المقابلة سنتصل بكِ سواء قبلنا بكِ أم لا،، ابتسمت سريعًا وقلت - أرجوك حتى وإن لم تقبلوا بي أخبروني « العطش يدك روحي.. أريد ماء.كنت سأختطف الكوب المترع بماء كالبلور وضعته نصب عينيها.فسبقتني اليه تسكبه في جوفها يقرقع به حلقها باستفزاز حملت حقيبتي ومشيت أتلمس الطريق الموصل إلى جرعة ماء.