Al Jazirah NewsPaper Friday  17/09/2010 G Issue 13868
الجمعة 08 شوال 1431   العدد  13868
 
ايقاع
التصوير الضوئي
د. مها السنان

 

يخطئ كثير من الممارسين للتصوير الضوئي في عدة نقاط أهمها من وجهة نظري استبعادهم للتصوير الضوئي عن مجالات الفنون، نحن اليوم لا نستطيع أن نميز فنقول هذا فن تشكيلي وهذا تصوير ضوئي، جميعها فنون معاصرة أو (جميلة) حتى وإن كان الجمال فكرياً لا شكلياً.

واستخدام جهاز التصوير الضوئي (الكاميرا) لا يعدو وسيلة أو أداة من أدوات الفنان المعاصر مثلها مثل اللون والمقص والصورة الفعلية وجهاز الحاسب الآلي والفضاء والهواء والإضاءة...إلخ، فالفنان المعاصر لم يعد محدوداً بإطار شكلي أو ضمن خامات محدودة، إنما يميز أعماله ويضعه كفنان على الخريطة العالمية، الفكرة التي يتبناها ويطرحها ويعالجها خلال عمله الفني.

فإذا كان العمل الفني سواء أكان صورة ضوئية أو منتجاً عبر الحاسب الآلي أومطبوعاً على ورق أو كان تجميع لأدوات وخامات في فراغ أو مهما كان لونه وشكله، إذا كان العمل يحمل مضمون قيم زادت قيمة العمل وأصبح له حاجة فعلية فكرية، أما العمل الذي يقوم بتسجيل منظر طبيعي أو طبيعة صامتة أو العمل الذي يخرج من خلال تجارب بالمصادفة (فيبدو جميلا) لا يزيد على تجارب أو تمارين للفنان ذاته ولا يصلح من وجهة نظري للعرض في محافل ثقافية أمام جمهور واعٍ بمفهوم الفن اليوم، أما من يعرض مثل هذه الأعمال ويلاقي استحسان الجمهور (فعذرا) لأن هذا الجمهور مفهوم الفن لديه لا يخرج عن الحِرفة أو بالكثير الفن في عصره الكلاسيكي وقبل الحداثة في بداية القرن العشرين!.

لذا نجد المصورين الضوئيين أنواعاً: منهم المصور المهني وهو الذي يعمل لصالح مؤسسة إخبارية سواء أكانت مطبوعة أو مرئية، والهدف لديه تسجيل الحدث مع جمال الصورة بكل تأكيد، أما النوع الثاني فهو (الرحالة) الذي يهوى السفر والتنقل وتسجيل مشاهداته عبر صور ربما يهتم فيها كذلك بإمكانيات الكاميرا (الباهظة الثمن) أو تلك العدسات المتنوعة!، وبالفعل تبدع لنا أيادي هؤلاء أعمالاً غاية في الجمال وتوثيقاً لمواقع وزوايا لم نكن لنراها دونهم!.Aأما النوع الثالث وهو ما يمكن أن نطلق عليه مسمى فنان معاصر، فهو النوع الذي يعالج مشكلة أو يطرح رأياً أو يثير قضية من خلال صورته الضوئية، وهؤلاء عددهم محدود بطبيعة الحال ولكن أعمالهم قمة في الإبداع لأنها تراعي جمال الشكل والمضمون والفكرة بكل تأكيد، وتحمل جانباً إبداعياً كما تعكس فكر وثقافة مؤدي العمل، وفي هذا النوع تتفوق المرأة السعودية على الرجل من وجهة نظري، فأبرز من يمارس التصوير بهذا الوصف كل من مديحة العجروش ومنال الضويان.



 


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد