أتلقى ما يزيد على خمس وعشرين مجلة أسبوعياً، منها المجلات الصادرة من مؤسسات حكومية، أو الصادرة عن جمعيات ومراكز إسلامية في الخارج، أو هيئات محلية، عدا المجلات ذات الطابع التجاري. وقد يتسنى لي قراءة هذه المجلات في حينها، ومنها ما تبقى بحلتها لا أتصفحها لأنها نمط متكرر لا تستحق ضياع الوقت في تقليبها. وقد يشدني موضوع في إحدى المجلات وأرفعه أو أقصه لأهمية الموضوع.
|
بيد أن هناك مجلات على الرغم من صدورها من جمعيات صغيرة، أو غير متخصصة إعلامياً، إلا أنها تفرض احترامها على القارئ، وهذا ما يحدث لي مع بعض المجلات الصادرة من الجمعيات الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم، ومنها مجلة «ضياء»، وهي مجلة دورية تصدر عن الجمعية الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم بمحافظة الزلفي.. هذه المجلة أصدرت سبعة أعداد، وكل عدد تجد فيه الجديد المفيد بين أخبار وتقارير ولقاءات وموضوعات علمية رصينة، يزيد على ذلك زاوية شيقة هي اللقاءات المتميزة مع شيوخ القراء في العالمين العربي والإسلامي، والذي يطوف بها مع القراء د. عبدالله الجارالله، وهو بالمناسبة طبيب له اهتمامات بالقراءات، وحصل على بعض منها رواية ودراية.
|
والمجلة الأخرى هي مجلة «مواكب» الصادرة عن الجمعية الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم بمحافظة جدة، وهذه المجلة لا تقل عن شقيقتها مجلة «ضياء»، فقد جمعتا الجودة في الإخراج، والرقي في المضمون، وحسن اختيار الموضوعات وعرضها، فاجتمع لهما جمال المعنى والمبنى.
|
وقد علمت أن المجلتين يقوم عليهما أناس احتسبوا العمل، منهم المتخصص ومنهم المجتهد، ولكنهم فاقوا بعملهم المؤسسات الإعلامية الاحترافية التي تمارس هذا العمل، وتديره ببعض الدوائر والأجهزة، ويصرف عليها مبالغ باهظة، ولربما يقول قائل بأنني أجامل المجلتين وأهلهما لمحبتي لجمعيات تحفيظ القرآن الكريم، فأقول: نعم، يشهد الله على محبتي لجمعيات تحفيظ القرآن الكريم والقائمين عليها، وأهلها طلاباً وعاملين، ولكنني أستشهد بمجلتين فرضتا اسميهما واحترامهما على القراء بوجه عام، وهناك مجلات تصدر من جمعيات أخرى لكنني أتحدث عن الأميز والأفضل.
|
إن العديد من الأجهزة الحكومية، والهيئات، والجمعيات، تصدر مجلات دورية، ولكن بعضاً منها لا يزال يراوح مكانة لم تتطور أو تتقدم لا شكلاً ولا مضموناً، وبعض منها عهدت بمجلاتها إلى مؤسسات إعلامية متخصصة، ولكن مع الأسف حالها كما قال الشاعر:
|
المستجير بعمرو عند كربته |
كالمستجير من الرمضاء بالنار |
فلا تزال هذه المجلات مجالاً لإهدار المال، وهو إسراف مذموم، دون أن تحقق الفائدة المرجوة منها، ولم تحظ بثقة القارئ لأنها لم تقدم له ما يريد، ولم تلب حاجاته من المعرفة في مادتها، ولم ترتق بشكلها للمستوى المأمول، فصارت كما يقال «أحشفاً وسوء كيله».
|
شكراً لهاتين الجمعيتين، وللشباب العاملين المحتسبين فيهما، وبارك الله في جهودهم وأعمالهم، وإلى المزيد من العطاء.. خدمة لديننا ووطننا ومجتمعنا.. والله من وراء القصد.
|
alomari 1420 @ yahoo. com |
|