لماذا نلاحظ انخفاضًا في مستوى أداء بعض الشركات بعد توطين الوظائف الموجودة لديها, هل السبب هو أن كفاءة الموظف المحلي أقل من كفاءة الموظف الأجنبي أم هناك أسباب أخرى خلف الكواليس؟
لماذا نجحت بعض الشركات العملاقة في توطين الكثير من الوظائف لديها وحافظت في الوقت نفسه على التقدم والتطور المهني؟
سر نجاح عملية توطين الوظائف تبدأ من تحليل الوظيفة المراد توطينها وحصر كل المهارات والمعارف والسلوكيات المطلوبة لهذه الوظيفة، ومن ثم وصف جميع مهامها ومسؤولياتها والمؤهلات العلمية التي يجب توافرها لشاغر هذه الوظيفة.
ومن ثم يتم اختيار الموظف المحلي بناءً على المعطيات السابقة، ويتم تدريبه وتأهيله ضمن برامج تدريبية محددة ومبنية على احتياجات الوظيفة الأساسية، مع جرعة كافية من التدريب على رأس العمل تحت إشراف وحدة مسؤولة عن توطين الوظائف تابعة للإدارة العليا تقوم بكتابة تقارير الأداء عن المدرب والمتدرب على حد سواء. وتتم متابعة تطور مستوى الموظف المحلي بشكل مستمر حتى يكون مؤهلاً لشغل الوظيفة المراد توطينها. تدريجياً تبدأ عملية الإحلال الوظيفي كمرحلة نهائية والتي قد تمدد الى أكثر من سنة حسب مستوى الوظيفة.
وكما يقال بأن (الموظف ينضم إلى شركة ولكنه يغادر مدير) أي بمعنى أن سلوكيات المدير الخاطئة تتسبب بشكل مباشر في استقالة الموظف.
لذلك يجب عدم إغفال هذا الجانب من ضمن عملية التوطين، وأن يكون لدى المديرين والمشرفين مهارات الإشراف والتوجيه بشكل قوي.
كما يجب أن تكون سلوكياتهم تجاه الموظفين المحليين (تحت التدريب) محل اهتمام ومتابعة الإدارة العليا للمنظمة، وأن تكون مساهمتهم في نجاح عملية التوطين محل إشادة وتقدير.