يعتقد البعض أنهم يقدمون عملاً جيداً أو حتى مقبولا لدعم عمل الهيئات والجمعيات المتخصصة، فيغلون في القول والعمل ما ينعكس سلباً على صورة تلك الهيئات والجمعيات.

الشباب المتحمس الذي يتدخل في عمل هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ويتصرف بما يظنه احتساباً إلى درجة أنه يغلو في أعماله هذه التي أصبحت تضايق وتزعج المجتمع، وبالذات الشباب الذين أصبحوا يشعرون وكأنهم محاصرون ومراقبون من قبل من يسمون أنفسهم بالمحتسبين الذين وصل الأمر بهم إلى انتحال صفة وشخصيات العاملين بهيئات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ويقومون بتجاوزات لا تقرها أنظمة البلد، ولا تسمح بها تعليمات الهيئة كالذي قام به عدد من الشباب في محافظة خميس مشيط مساء يوم الأربعاء، فقد اقتحموا بعض المقاهي في المحافظة وأغلقوا شاشات التلفاز، وألقوا خطباً اشتملت على تهديد ووعيد، وقاموا بعد ذلك (المحتسبون) بتشكيل فرق وجماعة أخذوا يتوعدون الحاضرين بالعذاب ودخولهم جهنم على عصيانهم المجاهر، وخاصة الذين يرتادون المقاهي!

هذا التصرف الذي يحسب كفعل خارج على القانون ومعارض للأنظمة بل ويعد تحايلاً، حيث ادعى هؤلاء (المحتسبون) انتماءهم إلى هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وهو انتحال لوظيفة رسمية لها خصوصيتها واعتباراتها التي يجب أن تكون خارج أهواء الغلو والتشدد الذي تريد فئة فرضه على المجتمع، وهذا العمل بالإضافة إلى التدخل غير المبرر في حياة الناس، يُعد أيضاً تشويها لعمل وصورة هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وتزويراً لشخصية رسمية اعتبارية، وهو ما يؤدي إلى تنفير المجتمع من عمل الهيئة وإشاعة الكراهية لهم، وهذا ما يجب أن تواجهه الهيئة وتمنع مثل هؤلاء (الملاقيف) من مثل هذه التجاوزات التي تضر بشريعة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وتضيق على المجتمع وخاصة الشباب منهم الذين لا يمكن التعامل معهم بأسلوب المنع والتهديد والوعيد.