في إذاعة القرآن الكريم يستضيف برنامج «فتاوى على الهواء»، كل ما قبل مغرب اثنين، فضيلة المفتي الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ؛ ليجيب عن أسئلة واستفسارات المستمعين. والمتابع لهذا البرنامج يستطيع أن يضع يده على ما يشغل عموم الناس في أمور دينهم، كما يمكنه أن يرصد طرق تعاطيهم مع أمورهم اليومية.
في اثنين ما، اتصل أحد المستمعين، وسأل الشيخ عن جواز أن يدعو إمام المسجد هذا الدعاء:
- يا رمضان، اشهد لنا عند الله بأننا صمناك كاملاً وقمناك.
الشيخ عبدالعزيز ردَّ على السائل بأنه ليس بين العبد وبين ربه وسائط؛ ولذلك فإن هذا الدعاء لا يجوز. وللشيخ - بالمناسبة - طريقة خاصة، تعرف من خلالها أنه ممتعض، فيقول حينها «لا يجوز» أكثر من مرة وبسرعة شديدة.
السائل أكمل سؤاله بسؤال:
- أليس هذا شركًا أصغر يا شيخ؟
في تلك اللحظة قلت لنفسي، رداً على السائل:
- يا ابن الحلال، الشيخ يقول لك لا يجوز، خلاص، قل له: الله يجزاك خيراً، واذهب لشأنك. لماذا تُدخل إمام مسجدك المجتهد في القصص المروعة للشرك الأصغر؟!
من هنا تأتي خطورة المنابر المفتوحة مثل «إذاعة القرآن الكريم»، التي يجب أن تُدار بوعي شديد؛ لكيلا نجعل بعض المتصلين يُدخلوننا بنواياهم الحسنة أو غير الحسنة إلى منحنيات شرعية خطيرة.