كان فوزاً كبيراً ومهماً لممثلي الوطن الهلال والشباب في لقائهما الأول في دور الثمانية في بطولة أبطال آسيا حيث خطا الفريقان خطوة واسعة وكبيرة نحو التأهل لدور الأربعة من المسابقة.. ولكن رغم هذا الفوز الكبير والانتصار الثمين فإن مسألة التأهل لم تحسم بعد وبقيت جولة ثانية لا تقل أهمية عن الجولة الأولى.. كل شيء فيها وارد ومتوقع.. فعالم كرة القدم مليء بالمفاجآت والتقلبات والصدمات ولا أمان للمجنونة إطلاقاً، فالتجارب السابقة لا بد أن تعلمنا ألا نركن لفوز ولا نعتمد على نتيجة، وأن يلعب الفريقان بدون الاتكال على حسابات مباراة الذهاب حتى لو كانت تبعث الاطمئنان في النفوس وتعطي مؤشراً كبيراً على التأهل.
وثمة أمر آخر ومهم لا بد من ذكره والتركيز عليه وهو أن الفريقين السعوديين قد واجها فريقين كبيرين باسمهما ولكن ليس بمستواهما، فالغرافة الذي لعب أمام الهلال ليس هو الغرافة الذي نعرفه لأبطال للدوري القطري ولا ممثل للكرة القطرية في آسيا وحتى الفريق الكوري تشونبك الذي قابل الشباب لم يقدم في المباراة ما يشفع له أن يصل لهذا الدور من بطولة كبيرة ومهمة مثل بطولة آسيا وبدليل أن الشباب أضاع في الشوط الأول ثلاثة أهداف محققة والهلال أضاع أكثر من ضعفها في المباراة.. وهذا ليس تقليلاً من شأن الفوز الكبير الذي حققه الفريقان واللذان لم يواجها أي صعوبة في الفوز أو بمعنى أدق وأصح أنهما لم يتعرضا لاختبار حقيقي.
إن أكثر ما نخشاه أن يتفاجأ الفريقان بخصمين مختلفين في المستوى والمنافسة، وتلك ليست بمشكلة مقلقلة أو خطرة متى ما تم الاستعداد من قبل الفريقين للجولة القادمة بنفس الاستعداد الذي أبدياه في الجولة الماضية والذي يتضمن احترام الخصم ودخول المباراة بنفس الروح ونفس العزيمة والإصرار المعروفة عنهما.
الحكم عبدالملك عبدالبشير
تأكدت قيادة الحكم السنغافوري عبدالملك عبدالبشير للقاء القادم والمهم بين الهلال والغرافة في الدوحة وهو وأن كان حكماً لا تربطنا به كسعوديين علاقة طيبة بسبب كرته الشهير والمثير للجدل لنجمنا نايف الهزازي في مباراة منتخبنا الوطني أمام نظيره الكوري الجنوبي في تصفيات كأس العالم.. إلا أنه يجب أن يتعامل لاعبو الهلال معه بفكر احترافي كما هو معهود منهم بعيداً عن ترسبات الماضي وأحداثه وأن يتفرغوا للمباراة أكثر من تفرغهم لحكم المباراة وتصيد أخطائه وهفواته، وأن يحسنوا فيه الظن ولا يربطوا أي خطأ منه بمواقف سابقة وزلات ماضية.. وهو والحق بعيداً عن سقوطه في تلك المباراة الشهيرة من أفضل حكام آسيا وما اختياره لقيادة هذه المباراة المهمة إلا دليل على تميزه وتفوقه.
وفي كل الأحوال، فإن الحكم الضعيف لا يهزم الفريق القوي.
باختصار..
- أجمل تصريح قاله (الغريب) جريتس: «نتمنى أن يرافقنا الشباب في طائرة واحدة إلى طوكيو من أجل نهائي الكأس الآسيوي»..!
- إذا كان جمهور الهلال هو أكبر وأهم العوامل التي ساهمت في فوز الهلال أمام الغرافة، فإن إدارة الشباب هي أكبر العوامل التي أسهمت في فوز فريقها أمام تشونبوك الكوري.
- كان مسؤولو أستاد الملك فهد في مباراة الهلال والغرافة بمستوى الحدث في الإعداد والتنظيم والتجهيز للمباراة. وكان الأمن والمرور داخل الملعب وخارجه قمة في التنظيم والجاهزية لهذا الحدث الكبير.
- قدمت فرق الهلال والشباب وبوهانج الكوري أنفسها كأفضل فرق القارة الآسيوية من خلال الجولة الأولى في دور الثمانية.
- ساندوا الشباب، فهو بحاجة لوقفة جماهيرية هذا الأسبوع أكثر من أي وقت مضى.
- وسهلوا مهمة جمهور الهلال الذي يتوقع أن يزحف إلى الدوحة لمساندة فريقه خصوصاً على الحدود والدخول إلى أرض الملعب وهذا من مهام الإدارة الهلالية.