Al Jazirah NewsPaper Monday  20/09/2010 G Issue 13871
الأثنين 11 شوال 1431   العدد  13871
 
مترو الرياض.. هل يتحقق الحلم؟
رمضان جريدي العنزي

 

يُعدُّ نظام المترو أحد أهم الأنظمة التي تستجيب لمتطلبات نقل الأشخاص في العواصم والمدن الكبيرة ذات الكثافة السكانية العالية ومن أهم إستراتيجية هذا النظام هو تفادي الاختناقات المرورية،

حتى إنه أصبح ظاهرة في معظم مدن العالم المتقدم إلى درجة أصبح يشكل أحد أبرز المعالم والمظاهر الحضارية والعمرانية لتلك الدول، أن استحداث نظام النقل السريع (المترو) في مدينة الرياض الكبرى أصبح أمرًا ملحًا، بل مطلوبًا على وجه السرعة من أجل إيجاد نقلة نوعية وحضارية لهذه المدينة الكبيرة والمترامية الأطراف التي تُعدُّ من أكبر المدن العالمية مساحةً وانتشارًا وسرعةً في النمو، إن هذا المشروع (المترو) فيما لو تم تنفيذه وفق مواصفات عالمية ووفق ما توصلت إليه التكنولوجيا الحديثة في هذا المجال سيكون أحد أهم الوسائل لحل أزمة الاختناقات المرورية الحاصلة الآن، إذ إن أوقاتًا كثيرة من أيام العمل تذهب هدرًا بسبب ازدحام السيارات ولا سيما في المناطق الداخلية من الرياض الضاجة بالحركة التجارية والدوائر الحكومية والإدارات الخدماتية الأخرى، إننا الآن أمام تحولات اقتصادية كبيرة، ومناخات عمل مهولة، ومشاريع عمرانية جبارة، وشركات استثمارية قادمة، وأبراج عملاقة، ومدن صناعية، إضافة إلى النمو السكاني المتزايد، وإزاء ذلك علينا العمل الجاد والسريع وبلا تأنٍ أو تردد أو تباطؤ من أجل إيجاد هذا المشروع المواصلاتي العملاق الذي يحلم به كل مواطن ومقيم، إن إنجاز مثل هذا المشروع يُعدُّ عملاً إنسانيًا وحضاريًا ضخمًا سينطوي عليه الكثير من الأهداف والنتائج المستقبلية، وسوف يحقق العديد من الفوائد الاقتصادية والاجتماعية، وسيسهم إسهامًا فعالاً في الحد من مشكلة تلوث البيئة والتقليل من مخاطرها، وحل مشكلة المواصلات حلاً جذريًا، إن إنجاز مثل هذا المشروع سيعلي من شأن البلد، ويرتقي بسمعته الحضارية في المحافل العربية والدولية، إن هذا المشروع (المترو) يُعدُّ من المشاريع التنموية المستدامة ويجب إطلاق صافرة العمل به ابتداءً من اللحظة القادمة، ولا سيما أن طبيعة الأرض والجيولوجيا تصلح لهذا المشروع دون عوائق ودون موانع، إننا بتنا متأخرين جدًا في تنفيذ هذا المشروع الحيوي الذي سينعش الاقتصاد وسيدفع عجلة التنمية وسيغير نمط الحياة، شاملاً تغيير ثقافة التنقل الجماعي واستخدام المواصلات العامة كوسيلة رئيسة تسهل الحركة المرورية وتحدّ كثيرًا من الحوادث، كما سيسهم في تشغيل الكثير من الأيدي الوطنية العاملة مما سيقضي على الكثير من البطالة، إضافة إلى منافع هذا المشروع المعنوية كتقليل الوقت المهدر في التأخير للوصول إلى العمل وقضاء الحاجات العامة والخاصة، إن هذا المشروع (المترو) سيكون حلاً مثاليًا لما نراه في شوارعنا، إنني في المطاف الأخير أدون استغرابي الشديد في التأخير في تنفيذ هذا المشروع حتى وقتنا الحاضر، على الرغم من أن هناك دولاً لا تملك فوائض مالية في ميزانيتها قد قامت بتنفيذ هذا المشروع وجنت فوائده منذ فترة كبيرة جدًا، بينما نحن مازلنا لم نفكر بعد متى يتم التنفيذ، فهل يتحقق حلمنا ونرى مترو الرياض الكبرى.



ramadanalanezi@hotmail.com

 


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد