ماذا يعني توجُّه وزراء ونواب في برلمان منتخب وقوة أمنية تابعة لأحد الأحزاب لاستقبال شخص مطلوب للقضاء، يُعدُّ في كل المقاييس خارجًا على القانون؟..
ما الرسالة التي أرادت جماعة حزب الله وتيار ميشيل عون إيصالها من وراء تنظيم استقبال حماية لشخص خارج على القانون...؟!!
هل هي رسالة تحدٍ للسلطة والحكومة التي يشاركون فيها، أم بداية لتمرد سياسي، وفرض مواقفهم بالقوة، ومن خلال الشارع، مثلما يهدد ميشيل عون وجميل السيد؟..
فالحماية التي وفرها حزب الله لجميل السيد واصطحابه ب(زفة تمرد) في المطار إلى منزله أظهرت تناقض ادعاءات حزب الله باحترامه الشرعية والسيادة اللبنانية والتزامه بالسلم الاجتماعي، وأنه لن يستعمل سلاحه لإرهاب اللبنانيين وتخويفهم، وأن وظيفة هذا السلاح مواجهة إسرائيل!
التظاهرة المسلحة وحماية خارج على القانون من سلطة الدولة عزَّزتا التخوف والتوجس اللذين يتحدث عنهما أكثرية اللبنانيين من وجود سلاح حزب الله واستغلاله من قِبل هذا الحزب لفرض إرادة دولة إقليمية لا تحبذ استقرار الأوضاع في لبنان؛ إذ يرى هؤلاء اللبنانيون توفير حزب الله الحماية الأمنية وانضمام التيار العوني لحملة توفير الغطاء السياسي لجميل السيد سلوكًا مشينًا واستثمارًا لسلاح حزب الله الذي أصبح موجَّهًا إلى صدور اللبنانيين، ولإسقاط الشرعية اللبنانية أولاً، وإلا فما معنى أن تُمنع الدولة والسلطات القضائية من مساءلة شخص يتبجح باستعمال يده لانتزاع حقه، ويهدد رئيس الحكومة بالاسم، متوعدًا إياه بالقتل، إضافة إلى التهمة التي لا تزال تطارده بمشاركته في قتل الشهيد رفيق الحريري..!!
هل يسعى حزب الله والتيار العوني إلى أن ينحيا قضية الكشف عن قتلة الشهيد رفيق الحريري والشهداء الآخرين، وتحويل الأنظار إلى قضية هامشية وإلى ما يُسمَّى بقصة شهداء الزور، أم أن المسألة أبعد من ذلك بتغيير الأوضاع في لبنان لصالح مَنْ يعملون لخدمة دولة إقليمية لم تعد خافية على أحد؟..
*****