صدر بالأمس القريب الموافق 29 رمضان 1431هـ (8-9-2010م) الأمر الملكي الكريم رقم (أ/ 143) وذلك بإنشاء (مؤسسة الملك عبدالله العالمية للأعمال الخيرية والإنسانية لدعم حوار الحضارات وتطوير العلوم) وذلك إسهاماً في الأعمال الخيرية التي تهدف إلى خدمة الدين، والوطن، والأمة، والإنسانية جمعاء، ونشر التسامح والسلام وتحقيق الرفاهية، وتطوير العلوم.. ويأتي هذا التوجه الطيب انطلاقاً من مبادئ العقيدة الإسلامية السمحة التي تحث على التكافل بين المسلمين، ومد أواصر التعاون والتكاتف فيما بينهم.. إعمالاً لقوله عليه الصلاة والسلام: (أحب الناس إلى الله أنفعهم للناس، وأحب الأعمال إلى الله عز وجل سرور يدخله على مسلم أو يكشف عنه كربة أو يقضي عنه ديناً أو يطرد عنه جوعاً..).
وفي هذا السياق فقد أبان صاحب السمو الملكي الأمير خالد بن عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود نائب رئيس مجلس أمناء المؤسسة الفتية بأنه تأسياً بعناية الإسلام بالعمل الخيري والإنساني وما يمثله من تنمية للشعوب والمجتمعات بما في ذلك الدعوة إلى الله - ويشمل - بناء المساجد والمراكز الإسلامية، والعناية بأحوال المسلمين في العالم أجمع، ورفع قيمة الحوار بين أتباع الحضارات والأديان وما يعود به ذلك من رفعة ونصرة للإسلام والمسلمين امتداداً لحرص خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز ورغبته في خدمة دينه ثم وطنه وشعبه.. وأمتيه العربية والإسلامية جمعاء.
وأضاف سموه بأن المؤسسة ستعمل على دعم جهود الحوار بين أتباع الحضارات والأديان وتشجيعها والمساهمة فيها، وإعداد البحوث والدراسات ودعم الجهود المتعلقة بأغراض المؤسسة وتطويرها ونشرها وبخاصة نشر معاني الوسطية والاعتدال والسلام والتسامح وتعزيز القيم والأخلاق والتقريب بين المذاهب الإسلامية، والحد من الفرقة والخصام، ونبذ العنف ومكافحة الجريمة بجميع أشكالها.
وكذلك القيام بجميع الأعمال والخدمات ذات الصلة بتعليم الشريعة الإسلامية والتفقه في أحكامها، والنشر في هذا المجال.. وإنشاء الجامعات والكليات، والمدارس، والمعاهد، والمكتبات، ونحوها، والمراكز بجميع أنواعها: المهنية، والتقنية، والتعليمية، والاجتماعية، والبحثية، وغيرها. وإنشاء المستشفيات والمصحات، وإدارة أي من هذا الكيانات وتشغيله.
كما تسعى المؤسسة إلى تخصيص الكراسي العلمية والبحثية باسم المؤسس في المؤسسات التعليمية وتقديم المساعدات والمنح للباحثين والدارسين في شتى أنواع العلوم والدراسات التي تتيح الفرصة للاستزادة من ألوان المعروفة والثقافة المختلفة بما يسهم في النهضة العلمية وإقامة الدورات، والندوات، والمؤتمرات، والمنتديات، والمعارض، والحلقات، وورش العمل، ذات الصلة بأغراض المؤسسة، والمشاركة فيما تقيمه منها جهات أخرى داخل المملكة أو خارجها، وتشجيع أعمال الترجمة (من اللغة العربية وإليها) المتعلقة باهتمامات المؤسسة بجميع الوسائل، ودعمها.. وأيضا نشر الكتب والمذكرات والدوريات والتراجم وغيرها من الوثائق ذات الصلة بأغراض المؤسسة، وتوزيعها والتعاون مع المؤسسة والمنظمات والهيئات والجامعات ونحوها في الداخل والخارج، وعقد الاتفاقات التي تساعد على تحقيق أهداف المؤسسة بما يتفق والسياسة العامة للمملكة العربية السعودية، والمساهمة في تقديم الخدمات الإغاثية بجميع أنواعها، وتقديم المساعدات للمحتاجين، وتوفير السكن لهم وإقامة المشروعات الإنتاجية، ودعم مؤسسات الإقراض التي تتولى ذلك.
كما اشتمل نظام المؤسسة على أنها ستمنح جوائز عالمية باسم (جائزة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود العالمية) في المجالات ذات الصلة بأغراض المؤسسة الأمر الذي يدعو إلى إبرازه عبر كافة القنوات المتاحة إعلامياً وعربياً وإسلامياً ودولياً للتعرف على أبعاده ومراميه التي يعز نظيرها والتي سيكون لها ما بعدها من إسهامات في تمتين التواصل مع الدول الشقيقة والصديقة لمصلحة الإنسانية جمعاء.
وهكذا باستقراء الخطوط العريضة لمجمل ما أشير إليه يتضح بجلاء بما لا يدع مجالا للشك أن ما تم مشروع عملاق وغير مسبوق لأنه ينطوي على العديد من المجالات والعديد من الأهداف السامية ومن خلال رؤى إسلامية وإنسانية تمتد عبر القارات.. وهذا هو ديدن الملك عبدالله بن عبدالعزيز، صاحب المبادرات الخيرة التي جعلته بحق ملك الإنسانية الذي ملك القلوب بعدله وتواضعه وحلمه.