عندما تتابع بعض مقاطع الفيديو التي تنتشر بين الناس، سواءً على البلوتوث أو في اليوتيوب، لبعض العائلات التي تستغل أطفالها وتحولهم، بلا أدنى أخلاق أو إنسانية إلى مواد مصورة، تتذكر برنامج الكاميرا الخفية السعودية غير المأسوف عليه، الذي لم يستطع أن يستمر لأكثر من بضع حلقات، إذ تم إيقافه لأنه «فشَّل التلفزيون فشيلة ما وراءها فشيلة»، فكل الأفكار تعتمد على تكفيخ الناس والاستخفاف بهم، مما تسبب في تحوِّل أبطال البرنامج إلى أهداف بشرية، وتم ضربهم ضرباً لا ينساه بعضهم إلى يومنا هذا!
إن العقلاء يستغربون من إقدام أب على تصوير ابنه مشنوقاً لكي يقلد ما جرى لصدام حسين، أو إقدام أم على تصوير صغيرها وهو يسقط من ممشى جهاز تخسيس الوزن لكي تضحك عليه، أو تصوير أخ لأخيه وهو يغرق في مسبح: لماذا كل هذا العنف ضد الأطفال؟! ولماذا يتم نشر هذا العنف على الملأ بكل تفاخر ومباهاة؟! لماذا تشهِّر تلك العائلات بأنفسها عبر نشر الجرائم التي ترتكبها بحق أبنائها الصغار، بخاصة أنهم يعرفون أن هذه المشاهد عندما تنتشر، فإن أحداً لن يستطيع أن يمحوها من جوالات ولابتوبات الناس؟!
إنه من غير الكافي أن نستهجن أو نستنكر هذه الظاهرة جماهيرياً أو إعلامياً. فطالما أن وجوه الأطفال الضحايا واضحة، فلماذا لا تكون هناك إجراءات رسمية لإيقاف أولياء أمورهم وإيقاع العقوبات الرادعة عليهم، ليكونوا عبرة لغيرهم. فهؤلاء مثلهم مثل المجرمين، يعرضون أرواحاً بريئة للموت، ويجب أن يكون العقاب من جنس العمل.