لا أعتقد أن المسؤولين في الأمانة والبلديات (صحة البيئة) أو في هيئة الغذاء والدواء سواء في الرياض أو غيرها من المدن لا يشاهدون بأم أعينهم تلك السيارات غير (المبردة) وليس فيها ثلاجات،
والتي توزع المياه (الصحية) والمشروبات الغازية على البقالات والأسواق التجارية! تعبر الشوارع تحت لهيب الشمس وفي درجة حرارة تصل إلى أكثر من (50) درجة مما يجعلها قريبة من درجة الغليان، وعندما يستلمها العمال في الأسواق التجارية أو البقالات فإنها ترص أمام المحل وفي مواجهة الشمس لتأخذ مزيدا من التسخين الذي إذا لم يجعلها مضرة وخطرة فبالتأكيد أنه سيفقدها بعضا من عناصرها! هذا المشهد يتكرر يوميا ولا أدري حتى الآن لماذا لم يثر حفيظة المسؤولين عن سلامة غذائنا ومشروباتنا؟! ولماذا لم يستوقفهم ذلك المشهد المتكرر ليتنادوا مصبحين لمناقشة هذا الأمر الجلل الذي يهدد صحة المواطنين بالأمراض؟! تصوروا علبة مشروب غازي تنقلها تلك السيارات لبضع ساعات بين المدن عبر الطرق الطويلة أو داخل المدينة ماذا سيحل بها بعد أن يتم تسخينها بسبب حرارة الشمس الحارقة! فعلب الألمنيوم والبلاستيك تتفاعل مكوناتها بتأثير من الحرارة لتنتج مواد أخرى، هذا ما تقوله بعض الدراسات التي ربطت بين (التسرطن) وتلك المواد بعد تعرضها للتسخين! وتقول إحدى الدراسات المتخصصة التي أنقلها كما اطلعت عليها، إن البلاستيك عندما يتعرّض لدرجات حرارة عالية أو منخفضة جداً ينتج عنه الدايوكسين، أكثر المواد سمية للخلايا البشرية، وهذه المادة بعد أن تلوث شرابنا أو طعامنا تنتقل إلى معدتنا، وفي النهاية إلى خلايانا، مسببة أنواعاً مختلفة من السرطانات، لا سيما الثدي والرئة والليمفاوي!
مشهد نقل المشروبات والمعلبات بسيارت مكشوفة أصبح عاديا ليس للمسؤولين عن صحتنا فقط بل حتى لسائر المواطنين! ألفنا وتأقلمنا حتى مع مسببات أمراضنا! ولعل هذا هو سر تنامي أعداد المرضى في المستشفيات، ومن يدري ربما أن تلك الأرتال من المواطنين التي تتزاحم في المستشفيات الحكومية والخاصة ربما يكون بعضها بسبب تأثير مشروب أو معلب تعرض للتسخين بالحرارة الشديدة، فأصبح سما يتجرعه الإنسان وهو لا يعلم. ألم تكن المعدة دوما بيت الداء في حال إن كان الطعام سليما فما هو الحال إذا كان الطعام أو الشراب قد تعرض للتأكسد؟! أعتقد أننا بحاجة إلى خطوات عملية وسريعة من صحة البيئة وهيئة الغذاء والدواء وكل الجهات ذات العلاقة تمنع المصانع والشركات والعمالة تمنع نقل المشروبات والمعلبات وحتى الأدوية إلا في سيارات مبردة ومن قبل شركات متخصصة!
alhoshanei@hotmail.com