Al Jazirah NewsPaper Tuesday  21/09/2010 G Issue 13872
الثلاثاء 12 شوال 1431   العدد  13872
 
أضواء
القضم التدريجي للبنان
جاسر الجاسر

 

كما في التعامل التجاري أو الذي يجري بين الأفراد، يتم تنفيذ خطوات يؤدي تراكمها بتسلل فعلها إلى تكامل المخطط الموضوع من أجل تحقق الهدف النهائي.

هذا العمل يوصف في مصطلحات العلوم السياسية ب(العمل التراكمي) لإنجاز الهدف النهائي. وهو بالضبط ما يفعله حزب الله، ففي البداية سيطر حزب الله على منطقة الجنوب اللبناني بزعم مقاومة الاحتلال الإسرائيلي، وأصبح الآمر الناهي هناك فارضاً تراجع الجيش وقوى الأمن، وبعدها أصبحت الضاحية الجنوبية للعاصمة بيروت منطقة مغلقة لا يجرؤ أحد على أن ينافس عناصر حزب الله. ثم امتدت الذراع العسكرية إلى المنطقة الغربية لبيروت وجرى اجتياح العاصمة في 7 آذار عام 2008 وجرى حرق مؤسسات إعلامية ومحطات تلفازية وقتل واعتقال أبناء طائفة محددة مكررين نفس أفعال نظرائهم في العمالة لإيران في العراق. فما يقوم به حزب الله اللبناني (الذراع العسكري والمذهبي والسياسي لنظام ولاية الفقيه في إيران) هو فرض سيطرته التامة على جميع الأراضي اللبنانية والمؤسسات الرسمية في هذا البلد العربي الذي في طريقه إلى أن يصبح «مزرعة خالصة لنظام ولاية الفقيه» إن تُرك الأمر ينفذ حسب مخططات إيران.

الآن اقتحمت عناصر مسلحة من حزب الله بأكثر من 15 سيارة رباعية الدفع حرم مطار بيروت الدولي من دون الحصول على إذن مسبق من إدارات الدولة المسؤولة عن أمن المطار للقيام بتظاهرة مسلحة لمرافقة جميل السيد المطلوب للمثول أمام التحقيق القضائي.

هذا التجاوز والاختراق الأمني والتحدي الفاضح لأجهزة الأمن والحراسات المكلفة لأمن المطار الدولي أثار الاستغراب والقلق العميق لدى اللبنانيين والدول التي تتعامل مع لبنان والتي يعمل مبعوثوها وقادتها ومسؤولوها على سلامة وأمن هذا المنفذ اللبناني لدول العالم، أما اللبنانيون فأخذوا يتساءلون «هل ضم حزب الله مطار رفيق الحريري الدولي في بيروت إلى مرابعه الأمنية»؟! وهل أصبح المطار خاضعاً للسيطرة الأمنية للحزب الذي كان قد منع قبل أكثر من عام تغير قائد أمن المطار، ومنع قطع شبكة اتصالات الحزب إلى داخل المطار التي كانت متصلة ب»كاميرات» لمراقبة القادمين والمغادرين للبنان؟!

قطعة قطعة تقع في يد حزب الله وهيمنته الأمنية والعسكرية. استيلاء متدرج على البلد والسلطة وفق أسلوب الضم التراكمي.



jaser@al-jazirah.com.sa

 


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد