المتردية عن شاهق, والمطعونة بمشيئتها، والمعتَدى عليها، والفارة من جحيم الدنيا.., لجحيم الآخرة بإرادة بقسر الظلم.., فاختارت الانتحار موتا، عن البقاء ذلا، والمحرومة من قلبها الماشي على الأرض، فذهب بها قلبها المتوقف عن النبض.., ولمشارط الأطباء, و..و..
وقد كثرت, وتنوعت الجريمة، في حق النفس، وفي حق نفس الآخر..
والسؤال المزدوج: هل كانت هذه الجرائم بأنواعها, تحدث.., وبمثل هذه الكثرة، قبل أن يتاح للإعلام مساحة للنشر، لم تكن متاحة من قبل..؟ أم أن هذه الجرائم حديثة العهد.., وهي واحدة من مظاهر إفرازات التغيرات ما حول الإنسان, الذي تعود على المسالمة، وبساطة العيش، وهدوء الحياة، وثقافة القيم المثلى في التعامل، إلا من شذَّ بحكم حقيقة أن البشر جُبِل على الميل لجانب من الشر فيه، إن لم ترتقِ به قيَمُه الدينية, والأخلاقية، وتأخذ بسلوكه نحو التخلص, من صغائر النزوات الدافعة لأكابرها فيه فإنه واقع في الشر منه..؟.
بالتأكيد ليس هناك مجتمع بشري يشبه مجتمع الملائكة، وإلا لما تساءل صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم، عن اختلاف حالهم في مجلسه، عنه في غيره.., وهم في قمة ميقات التعلم، من مرحلة التأسيس, والتدريب، لقيم الخير, والسلام، وسمو الخلق، وانضباط النفس..,
وشتان بين تلك المرحلة، وما تباعد، وتأخر عنها، بُعدا عن صفائها، ونقائها، ومعين طهارتها في النفوس، وفي السلوك.
نعلم يقينا أن الإنسان حيث يكون.., تتنازعه قوتا الخير فيه والشر, ولا تتغلب إحداهما إلا بفعل ضوابطه الداخلية، إلا من فقدها، فجاء عنه الانفلات منها،.. حين يفرط في صبر اليقين ,ومثوبة التجاوز..
لكن تبقى الدهشة عارمة، وواسعة، ونحن نتصفح يوميا عناوين الانتحار, والإماتة، والقتل، والسقوط، والاعتداء, والهتك،.. وو..
هذه التي تتعرض لها النساء، في مجتمع عرف بشيء من الأمان النفسي، وعهدي بهن على رهافة في الطبع، وجلد في الاحتمال، وإيثار في الصبر, إلا ما شاء ربي..
تُرى من سيقرأ المُعلَن.., ويأتينا بنتائج المُختفي وراء هذه الإندفاعة, نحو الموت بأنواعه.., بما فيها موت الأخلاق..,المتفشي في أخبار الجرائم، والاعتداءات الفردية..؟
ربما هم مختصو ومختصات البحث الاجتماعي، والنفسي الاجتماعي، لكن ليتهم لا يضعون نتائج بحثهم في أبراج الجامعات والمؤسسات، بل يخرجونها للملأ، كما خرجت رؤوس المنتحرات, والمقتولات، والمعتدى عليهن، بما فيهن الأمهات كأسوأ ما في الأمر.