فاصلة:
(الوجه الذي لا يعرف الضحك أبداً شاهد على قلب رديء)
حكمة عالمية
نشرت جريدة عكاظ في الأسبوع الماضي أن تقريراً رسمياً، كشف وفاة 585 مواطناً في منطقة المدينة المنورة بالسرطان سنوياً من بين 650 حالة مسجلة لدى البالغين، و90 حالة مسجلة لدى الأطفال، أيّ بمعدل إصابة بالغين في اليوم، وطفل كل أربعة أيام. وكشف التقرير عن محدودية الخدمات المقدمة لمرضى السرطان مقارنة بواقع احتياجات المنطقة.
أقرأ هذا الخبر وأتساءل عن مدى قناعتنا بالطرق الحديثة لعلاج المرضى، وأتذكر تجربة مثيرة لمعالجة نفسية أردنية أثبتت أن المساعدة النفسية بوسائل غير تقليدية مهمة في التخلص من الأمراض حتى الخطيرة منها مثل السرطان.
فقد نجحت المعالجة النفسية «نجوى الزهار» في إزالة القلق الناجم عن الإصابة بالسرطان لدى المرضى عن طريق بعض الحركات المتعلقة بالعلاج بالضحك. فلسفة «نجلاء» تقوم على صنع لحظة إيجابية لمرضى السرطان، وأن الضحك وفقاً لدراسات علمية يزيد إفراز هرمون الأندروفين في المخ، وهو المسؤول عن مقاومة الألم والتوتر، ويزيد إفراز مادة السيروتنين وهو هرمون السعادة ويعجل بالشفاء، كما يعيق مخ الإنسان الضاحك عملية إفراز هرمونات التوتر مثل الأدرنالين والكورتيزون.
وقد كانت النتيجة إيجابية مع المرضى وفق تقييم رئيس قسم الصحة النفسية والرعاية الاجتماعية بمركز الحسين للسرطان بعمّان- الذي قرر طلب مساعدة «نجلاء» لتشكيل مجموعة بسمة بقيادتها للمساهمة في مساعدة المرضى وأهاليهم في تجاوز العبء النفسي الذي يسببه السرطان.
وهناك تجربة الصحفي الأمريكي نورمان كوزنس عندما أبلغه أطباؤه بأن فرصة شفائه من السرطان تبلغ 1-500، فما كان منه إلا أن ترك المستشفى وأقام في فندق صغير واستعان بالضحك الذي ساعده على الشفاء التام وكتب مؤلفه المشهور «بيولوجية الأمل».
وفي الفلبين يخضع عدد من نزلاء دور المسنين للعلاج بالضحك، أو بما يسمى يوغا الضحك لتحسين الحالة النفسية للمرضى من خلال ما يسميه بيوغا الضحك، «لقد اكتشف العالم الألماني أوتو فاربورج، الذي فاز بجائزة نوبل عام 1931 لبحوثه في علم وظائف الأعضاء في مجال أمراض السرطان.. إن نقص الأوكسجين هو سبب كافة أنواع السرطان. وإن الضحك هو أفضل وسيلة لضخ مزيد من الأوكسجين لخلايا الدم».
ولذلك نشط في الغرب الاهتمام بيوغا الضحك حتى أن طبيباً هنديا يدعى «كاتاريا « في عام 2001 أغلق عيادته الطبية لتأسيس حركة يوجا الضحك الدولية والتفرغ الكامل للترويج لها.
وفي إبريل 2005، نشرت مجلة «التطورات» للأكاديمية القومية للعلوم في الولايات المتحدة، دراسة تقول: «إن الشعور بالسعادة يقلل من نسبة المواد الكيميائية الناتجة عن التوتر، وكذلك تأثيرها على الجسم، كمادة «فايبرونجين» في بلازما الدم، التي تزيد من نشوء مسببات أمراض القلب، ونسبة مادة الكورتيسول، وهي المادة الهرمونية التي ترتفع عند التوتر والمرتبطة بالسمنة والسكري، وارتفاع ضغط الدم، واضطرابات المناعة الذاتية.
بالرغم من كل هذه الفوائد للضحك إلا أن ثقافتنا العربية لا تؤمن بالضحك فأمثالنا العامية تقول» الضحك من غير سبب قلة أدب» والعرب قديما قالوا «من كثر مزحه قلت هيبته».. فهل نستطيع بعد ذلك أن نؤمن بأن الضحك يمكن أن يشفي من أمراض العصر!!
nahedsb@hotmail.com