القاهرة - مكتب الجزيرة - علي فراج :
استبعدت مصادر سياسية مصرية حدوث تقارب مصري إيراني في القريب العاجل، موضحة أن الاتفاقيات الاقتصادية التي وقعت مؤخراً خاصة عودة الطيران المباشر بين البلدين من الممكن أن تعزّز التعاون الاقتصادي الذي لم ينقطع، لكن التقارب السياسي له حسابات أخرى، وتحذّر القاهرة دائماً من خطورة التمدد الإيراني على حساب العرب، وتتصدى بشدة لكل المحاولات الإيرانية التي تستهدف زرع قوى موالية لها في المنطقة العربية، كما ترفض وتدين احتلال إيران للجزر العربية في الإمارات، وكذلك المشروع الفارسي تجاه الخليج، وهذه الرؤية المصرية للعلاقات مع طهران عبّر عنها الرئيس المصري حسني مبارك قبل أيام، عندما أكد على أن إيران دولة إقليمية هامة وعضو بمنظمة المؤتمر الإسلامي وحركة عدم الانحياز، ويمكنها أن تصبح جزءًا من حل أزمات الشرق الأوسط بدلاً من أن تكون أحد أسباب مشكلاته، كما أن مصر لم تبادر بقطع علاقاتها مع إيران، وإنما كانت إيران المبادرة إلى ذلك بعد توجه الرئيس السادات إلى السلام، وأضاف أنه استقبل خلال الأعوام الماضية العديد من كبار المسؤولين في إيران، وأوضح مبارك أن الملفات المطروحة تتجاوز مجرد اسم الشارع والجدارية في طهران التي تمجد قاتل الرئيس أنور السادات، وإنما في ملفات أخرى بعضها له طابع أمني، والبعض الآخر يتصل بسياسات إيران المناهضة للسلام والحاضنة لقوى التطرف، وقد اعتبرت الخارجية المصرية في تعليقها على الاتفاق الاقتصادي الذي تم توقيعه منذ أيام بين مصر وإيران، على استئناف الرحلات الجوية المباشرة بين عاصمتي البلدين للمرة الأولى منذ عام 1979، أنه اتفاق يعزز الروابط الاقتصادية القائمة بين البلدين، لكنها أشارت إلى أن الروابط السياسية تبقى أمراً مختلفاً، وقال المتحدث الرسمي للخارجية إن الاتفاق يمثل تطوراً في العلاقات بين مصر وإيران، وللبلدين مصالح اقتصادية لم تتوقف على الرغم من الوضع السياسى، غير أن التطورات السياسية تتطلّب شروطاً معيّنة عبّرت عنها مصر فيما مضى.