من الثوابت التي لا تخفى على أحد في سياسة المملكة العربية السعودية عدم التدخل في الشئون الداخلية للدول واحترام سيادتها في تحديد خياراتها بما يخدم شعوبها ومصالح أوطانها، هذه السياسة التي تلتزم بها المملكة أكسبتها احترام العالم وتقدير الأصدقاء والأشقاء على حد سواء، وفي ظل تشابك المصالح وتقاطعها يظل هذا النموذج السياسي من الاحترام والالتزام نموذجاً واضحاً لدعم الاستقرار العالمي الذي ينشده هذا الكوكب الملبد بالخلافات والإشكالات وخصوصاً في المناطق المشبعة بطموحات النفوذ.
والسياسة السعودية التي تُعرف بالحكمة والروية لم تال جهداً في دعم الأشقاء والأصدقاء بما يعزز السلام والاستقرار على مختلف المستويات مستثمرة ثقلها السياسي والاقتصادي في كل المنظمات والفعاليات والمحافل الدولية، بل إنها تستجيب دائماً إلى كل طلب للمساهمة بأي دور يعزز السلام والاستقرار بنزاهة وحياد كما حصل مع الأشقاء اللبنانيين في اتفاق الطائف والذي دخل القاموس السياسي العربي كنموذج يُحتذى عند البحث في صيغ الوفاق التي تعيد للأوطان لُحمتها بعيداً عن الفرقة والتمزق.
هذه الصورة الناصعة من احترام العلاقات بين الدول يريد المغرضون.. ومن خلال بعض وسائل الإعلام أن يطمسوها وأن يضعوا بدلاً عنها صوراً من الانتهازية والأنانية التي لا ترى إلا المصالح الضيقة والمتاجرة بمصائر الشعوب دون مراعاة لوشائج التاريخ والجغرافيا والمصالح المشتركة، لكن التاريخ يظل أكبر متصدٍ لأمثال هؤلاء وأكبر مجلٍ للحقائق.. وصفحاته مليئة بشواهد عديدة تنقض هذه الادعاءات.. والحاضر والمستقبل يستند إلى واقع ولغة وممارسات يصدق فيها الفعل القول.
****