سعادة/ رئيس تحرير جريدة الجزيرة
الأستاذ خالد بن حمد المالك..وفقه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
تحت عنوان: (إنه جنون العظمة من المُتمشيخين والمُتدكترين)، قرأت ما كتبه الأخ عايض العصيمي في صفحة «عزيزتي الجزيرة» بالعدد رقم 13864 الصادر يوم الاثنين الموافق 4 شوال 1431هـ، وقد أجاد الأخ عايض في تطرقه لهذا الموضوع، حيث ابتذل الناس كلمة «شيخ» حتى أنهم يطلقونها على العمالة وأصحاب المهن الوضيعة، وبالفعل فليس كل من قصَّر ثوبه وأعفى لحيته «شيخاً»!!
وضاعت هيبة وقيمة كلمة «شيخ» التي كانت في السابق لا تطلق إلا على من يستحقها من أصحاب الفضيلة العلماء والمشايخ المرموقين والبارزين علماً وقدراً، بل إن البعض من «المُتمشيخين» كما قال الأخ عايض يغضب عندما لا تسبق اسمه بلقب «شيخ» أو «فضيلة الشيخ»، علماً بأن الكبار فعلاً هم من يتواضعون ويردون ويتجاوبون حتى عند ذكرهم بأسمائهم الصريحة، وأكبر دليل فعلاً على ذلك هم الأنبياء والمرسلون أشرف الخلق والذين جاء ذكرهم في كتاب الله بأسمائهم الصريحة.
ولعلكم تلحظون أن لقب «دكتور» كذلك قلتْ قيمتُه عند المجتمع وضعفتْ أهميته وذلك لكثرته بشكل غير معقول من خلال شراء الشهادات، فهناك «دكاترة» نفتخر ونعتز بهم وهم كَدُّوا وتغربوا وتعبوا وابتعدوا عن وطنهم وأهلهم لنيل الدكتوراه، وقد حصلوا عليها بتألق وعناء ومتابعة وبحث وعلم، في حين يحصل عليها البعض مقابل دفع مبلغ من المال، فهؤلاء أعتقد بأنه ينطبق عليهم ما قاله لي أحد الأصدقاء ذات يوم بأنهم ربما يعانون من جنون العظمة.
وقد سعدتُ بتوجيه بعض القطاعات الحكومية من خلال مسؤوليها بألا تتم كتابة كلمة «دكتور» أو حرف «الدال» إلا لمن تتم مطابقة شهادته، وهذا هو الواقع، فليس من المعقول أن نقارن شخصاً تعب وأفنى عدداً من سنين عمره بالدراسة في الخارج بآخر حصل عليها بالمال وبالمراسلة ونطلق عليهما معاً لقب «دكتور».
عبدالعزيز بن صالح الدباسي – بريدة