ابتهجنا وسعدنا بانطلاقة مسابقة كأس الأمير سلطان بن فهد الثقافي التي تنظمها وتشرف عليها الرئاسة العامة لرعاية الشباب، والمبهج الأكبر تأكيد صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن فهد بن عبد العزيز الرئيس العام لرعاية الشباب حرص الرئاسة الدائم على دعم البرامج والفعاليات الثقافية والاجتماعية التي تسعى الرئاسة إلى تنفيذها من خلال الأندية والمراكز الشبابية المنتشرة في كل مناطق ومحافظات المملكة.
إن هذه المسابقة وهي تسعى إلى تأكيد الدور المهم للرئاسة واهتمامها بالشباب جسدياً وفكرياً وثقافياً، فإنها ستساعد في تنشيط وتفعيل الحراك الثقافي في الأندية الرياضية، ورفع مستوى الثقافة في المجتمع الرياضي؛ وبالتالي فإننا نأمل أن تسهم هذه المسابقة في ترجمة اللافتات واللوحات التي نشاهدها تظهر بشكل بارز فوق مقرات الأندية الرياضية وتنص على أنه (نادي: رياضي, ثقافي، اجتماعي) إلى واقع حقيقي؛ مما يجعل الأندية والقائمين عليها وكذلك مؤسسات القطاع الخاص أمام مسؤولياتهم الوطنية في القيام بتشجيع ودعم الأنشطة الشبابية والرياضية، وإعطاء الجوانب الثقافية والاجتماعية اهتماماً واضحاً؛ لتشجيع الشباب السعودي على تنمية مواهبهم واهتماماتهم المعرفية بما يسهم في تغيير النظرة النمطية السائدة عن الأندية الرياضية التي تختزل دور الأندية في النشاط الرياضي، والسعي إلى التأكيد على شمولية مهام الأندية للجوانب الثقافية والاجتماعية والرياضية، إضافة إلى وقاية شباب هذا الوطن من الانحرافات الفكرية والسلوكية، ونشر الوعي الثقافي وإثراء الفكر لصناعة جيل مثقف قادر على خدمة دينه ووطنه.
إن الملاحظ هو غلبة النشاط الرياضي في أنديتنا على ما عداه من الأنشطة، بل إن المؤلم حقا هو أن بعض الأندية تهمل تماما هذا الجانب في خططها العملية، مع أن في تراثنا الفكري والحضاري المقولة الشهيرة (العقل السليم في الجسم السليم) تكفي للتأكيد على الصلة الوثيقة بين الرياضي والثقافي، وإن كانت هذه الأيام بلا معنى؛ بسبب كثرة استعمالها. وأعتقد جازماً أن الرياضي والثقافي أو العكس هما شريكان، وذلك انطلاقا من النظرة الشمولية والحضارية لجوانب الحياة؛ مما يؤكد أهمية إقامة مثل هذه المسابقات الثقافية والأنشطة الاجتماعية المتنوعة داخل مقرات الأندية الرياضية وبين شبابها، إضافة إلى أهمية مشاركة المثقفين في أنشطة الأندية الرياضية؛ لأن الجمهور لا يزال مولعاً بنجوم الرياضة أكثر من اهتمامهم برجالات الفكر والثقافة!!
إن الرئاسة العامة لرعاية الشباب وهي تطلق مسابقة كأس الأمير سلطان بن فهد الثقافي تقوم بمسؤوليتها الكبيرة في هذا الجانب، وتؤكد أن نقل الشأن الثقافي إلى وزارة الثقافة والإعلام لا يعني أن تقف وكالة الرئاسة لشؤون الشباب مكتوفة الأيدي، بل لابد من القيام بالدور المطلوب تجاه شباب الأندية من خلال حث الأندية ومساعدتها على إقامة العديد من النشاطات المتنوعة.
وأخيراً، تحية شكر وتقدير لمسؤولي الرئاسة العامة لرعاية الشباب على هذه الخطوة المباركة التي تجسد الاهتمام بشريحة مهمة من المجتمع وهي شريحة الشباب الذين يحتاجون إلى دعم ومساندة؛ سعياً لصقل مهاراتهم المتنوعة والترويح عنهم بأسلوب علمي كي لا يقعوا في مصائد المفسدين فكريا وخلقياً.
alelayan@yahoo.com