عندما حقق منتخبنا الوطني لذوي الإعاقة الذهنية كأس العالم في مونديال ألمانيا 2006م توالت عدّة أصوات من هنا وهناك ومتنوعة رغم التجاهل الإعلامي والاجتماعي..، منها نحو التسمية التي يخجل منها بعضهم «ذوي الإعاقة العقلية أو الذهنية أو التخلّف العقلي أو ذوي التربية الفكرية.. الخ» وأصوات أخرى وهي ما تهمنا تشكّك في قدرة هذه الفئة وقدراتها بل وحتى الإعلام منذ ذلك المونديال «أعني 2006م» كان مخفياً جداً وحتى هذا المونديال لم يكن بالوجه المأمول، وهذا بيت القصيد من الموضوع الذي أجاب عنه ميدانياً لاعبو منتخبنا بقيادة مدرب وطني قدير وبإشراف مباشر ومتابعة عن كثب لسمو الرئيس العام لرعاية الشباب وسمو نائبه وبدعم من خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي العهد وسمو النائب الثاني الذين دعموا منتخبنا لذوي الإعاقة الذهنية منذ ذلك التاريخ والإنجاز عام 2006م ووجهوا بتعاميم تصب لمصلحة هذه الرياضة في المملكة العربية السعودية بفتح أكاديميات في عدد من مناطق ومحافظات المملكة لتطوير هذه الرياضة لهذه الفئة في المجتمع .
فهل يا تُرى كانت مواجهة المنتخب الهولندي في مونديال إفريقيا 2010م وليدة صُدفة ؟!، بل شاء الله عز وجل برعايته أن يجعل تحقيق كأس العالم ثانية على نفس المنتخب الذي واجهه منتخبنا الوطني بضربات الترجيح في مونديال ألمانيا 2006م.. فكان الإنجاز هو نتيجة الإحساس العالي لأفراد المنتخب من ذوي الإعاقة الذهنية والتوفيق من الله سبحانه وحققوا ما لم يستطع أن يحققه زملاؤهم العاديون أن ينجزوه. نعم. إن من توقّع فوز المنتخب مرةً ثانية هو على دراية وعلم ومعرفة بقدرات هذه الفئة من ذوي الاحتياجات الخاصة ومتابع لرياضتها عن قُرب منذ انطلاقتها واستعداداتها قبل عام 2006م ومن يقول عكس هذا الكلام هو واهم. نعم. عندما تتفوق الإرادة وتتجلى روح التصميم في ميدان المنافسة وساحة التحدي يكون ثمن ذلك النجاح والمضي قدما في رحلة الإنجازات والزعامة بكل جدارة، وعندما تكون الإعاقة باختلاف نوعها دافعا قوياً وَمحفزا نحو معانقة مجد وملامسة إنجاز فهنا يكون السوي الذي يفشل في بلوغ النجاح هو «ذو الإعاقة» وليس هم.
إن هذا يؤكد استمرارية التفوق الرياضي للكرة السعودية في المحافل الدولية وتسيدها بأبنائها من ذوي الاحتياجات الخاصة وما حققوه في 2010م أثبتوا أنهم أهل لهذه البطولات العالمية.. ويعد كابتن المنتخب السعودي لذوي الإعاقة الذهنية عُمر كسّار أول كابتن لذوي الإعاقة الذهنية منذ مونديال ألمانيا 2006م يلعب في مركز الهجوم فرفع الكأس الغالية عام 2006م كأول تاريخ للكرة السعودية وأكدها الكسّار ثانية مع رفاقه وقيادة المدرِّب الوطني القدير عبد العزيز الخالد بل وبالحصول على جوائز مثالية كجائزة أفضل حارس في البطولة الذي حصل عليها حارس منتخبنا أحمد الرشيدي، وجائزة أفضل لاعب في المباراة النهائية للاعب ماجد الدوسري.. كل هذا الإنجاز العالمي كان بكادر وطني خالص وهو ما يزيد من السعادة والفخر به.
نذير بن خالد الزايرمشرف التربية الخاصة بمحافظة الجبيل
Nkz1199@hotmail.com