قالت جريدة البيان الإماراتية: إن دائرة الأراضي والأملاك بدبي، استحدثت قسما لتصفية المشاريع العقارية. ويقدم القسم للمطورين الراغبين في تصفية مشاريعهم خدمة كتلك الموفرة للشركات التجارية المقبلة على التصفية. وتعكف مؤسسة التنظيم العقاري على دراسة إلغاء 209 مشاريع واعتماد 88 قرارا نهائيا بالتصفية وهي موزعة بين مطورين ثانويين ومطورين رئيسيين. مما يعني أنه سيتم هدم مشاريع وتفكيكها، نعم «هدم» مبانٍ في دبي!.
لا توجد أرقام واضحة لحجم المعروض الضخم في السوق، ولا تحديدا للمشاريع المتعثرة، إلا أن العين لا تخطيها في جولة سريعة بالإمارة.
وفي إشارة أولى من نوعها - يتوقع أن تتبعها دعاوى مشابهة من قبل الأفراد - رفع مستثمر في مشروع جزيرة ديرة قضية ضد المطور - شركة نخيل، التي تواجه صعوبات مالية، والمواطن الأميركي المقيم في الشارقة تقدم بالشكوى للمحكمة في واحدة من أولى القضايا الفردية المعروضة على المحكمة، الدعوة حسب جريدة «ذا ناشنول» الإماراتية، ستفتح بابا واسعا لرفع دعوى مشابهة ضد مطورين لم يوفوا بوعودهم.
هل هذا يعني أن دبي التي ظلت توصف بالفقاعة طوال عقد نموها الكبير انفجرت فعلا ؟.
الحقيقة إنه وخلال عشر سنوات تقريبا عشتها مع دبي، ظهرت مشاريع كبرى ومبادرات، وحركة نمو وبناء لم تمر في التاريخ البشري بهذه السرعة والتنوع في عقد واحد.
لكن هل انتهى عصر بناء دبي الذهبي، لتدخل في مرحلة الدوامة والتشذيب والتصحيح والهدم؟
ليس ذلك بالتحديد، لكن الواضح ألاشيء يستمر في النمو بتلك الطريقة الصاروخية للأبد، ولايمكن للنمو أن يتمدد على كل مساحة أرض وبحر متاحة على ذاك النحو.
مزعجة صورة تفكيك مشروع غير مكتمل أو مجدٍ، فالمدينة التي كانت تضم أعلى نسبة من رافعات البناء في العالم، لن يكون فيها مشهد «الهدم « مريحا، حتى وهو يصبح جزءا ضروريا من علاجها في مسيرة التعافي.
مشكلة دبي لا علاقة لها بالأزمة العالمية الاقتصادية بشكل مباشر، وهو مايظهر بوضوح في اقتصاديات دول الخليج المستقرة، إلا أن السرعة القصوى التي انطلقت بها دبي، كان متوقعا لها أن تتباطأ، لكن لم يكن أحد يفكر برؤية متى سيحدث ذلك، لكنه عندما حدث كان أقرب إلى التوقف المفاجىء، ولحسن الحظ أنه حدث في مرحلة الأزمة العالمية، وهو الأمر الذي خفف الصدمة.
هذا الاتزان في الحركة هو مشكلة دبي الحالية، من النمو الكبير وفي كل شيء تقريبا، إلى التوقف شبه الكامل. إلى أصعب أنواع العلاج «الهدم»، في طريق العودة الطويل. إلى لقاء