|
أكد عدد من الأكاديميين بجامعة القصيم أن تحقيق كلية الهندسة للاعتماد الدولي يعد إنجازا للجامعة بشكل عام مشيرين إلى أن ذلك سيساهم في تنافس الكليات الأخرى على العمل منذ الآن على تحقيق الاعتماد الأكاديمي لبرامجها متمنين أن يكون الاعتماد رافداً وداعماً لتحقيق نقلة علمية تسهم في تطوير مسيرة الجامعة.
ففي البداية تحدث الدكتور عبدالرحمن بن فهد المرشود وكيل كلية الهندسة للشؤون التعليمية, عن أهمية الاعتماد الأكاديمي قائلاً: يستفيد من الاعتماد الأكاديمي عدة أطراف منها الكلية نفسها والطالب وأرباب العمل والمجتمع. فالكلية تتأكد من جودة برامجها وأنها مطابقة للمعايير العالمية وتعرف جوانب النقص والتميز لديها وتكون موضع جذب للطلبة المتميزين وكذلك يمكن اعتبارها مرجع لقياس البرامج المناظرة في الكليات التي لم تحصل على الاعتماد بعد, كما أن الطالب يضمن أنه بتخرجه من برنامج معتمد يكون قد حصل على مجموعة من المعارف والقدرات والمهارات الضرورية لممارسة المهنة التي يتمتع بها أقرانه في الدول المتقدمة، كما أن ذلك يسهل للخريج الحصول على العمل المناسب إن أراد العمل أو القبول في الجامعات العالمية إن أراد مواصلة الدراسة.
فيما قال الدكتور عبد العزيز سليمان العبودي وكيل كلية العمارة والتصميم بجامعة القصيم رئيس لجنة التنسيق للمؤتمر الهندسي السعودي الثامن: حصول كلية الهندسة بجامعة القصيم على الاعتماد الأكاديمي من مجلس الاعتماد الأمريكي الهندسي والتقني بعد سبع سنوات من عمرها المديد جاء متوازيا مع اعتماد كلية الهندسة بجامعة الملك سعود ذات التسعة بعد الأربعين عاما وكذلك جاء متوازيا مع اعتماد كلية الهندسة بجامعة الملك فهد ذات الثمانية بعد الأربعين عاما. هذه السرعة بالحصول على الاعتماد الأكاديمي لم تأت من فراغ. بل سبقها جهود فريق عمل كبير من أعضاء هيئة التدريس والإداريين بكلية الهندسة يقودهم رجل لا يكل ولا يمل يحمل سمات القائد الناجح بما تعنيه الكلمة فكلمات التشجيع والحماس ورفع الهمم واحتواء الكل بمن فيهم الطلاب والأساتذة والإداريين جعل الكل يعمل كخلية نحل. الأستاذ الدكتور سليمان اليحيى لم يكن عميدا لكلية يديرها بالأوامر بل كان أبا وأخا كبيرا لكل فرد من أفراد هذه الكلية اليافعة. وأردف الأستاذ الدكتور محمد عبد السميع عبد الحليم مدير برنامج الهندسة الكهربائية بكلية الهندسة بجامعة القصيم قائلاً:
لقد كان قرار هيئة الاعتماد الدولي (ABET) باعتماد البرامج الثلاثة لكلية الهندسة بجامعة القصيم وهي برامج الهندسة الكهربائية والهندسة المدنية والهندسة الميكانيكية، والصادر في أغسطس 2010، حدثا تاريخياً أحدث دوياً في كل الأوساط التعليمية والثقافية والبحثية في المملكة والمنطقة العربية، وذلك للأسباب التالية:
o حداثة الكلية حيث أنه لم يمض على إنشائها إلا ست سنوات، وأن أول دفعة تخرجت من هذه الكلية كانت في يوليو 2008.
o دقة وصرامة المعايير الموضوعة من قبل منظمة (ABET) والتي على أساسها يتم تقويم البرامج التعليمية.
إن هذا الاعتماد الدولي لم ينل شرف الحصول عليه في المنطقة العربية إلا النادر من البرامج الهندسية، ولقد اعتبر حدثاً مميزاً عندما حصلت عليه بعض الكليات العريقة والتي مضى على إنشائها أكثر من 40 عاماً، أما أن تحصل عليه كلية ناشئة فهذا هو الإعجاز بعينه، ويحق لجامعة القصيم رئيساً وإدارة عليا، ولكلية الهندسة عميداً وإدارة وأعضاء هيئة تدريس وطلاباً أن يفخروا بإنجاز غير مسبوق جعل كليتهم في مصاف الكليات العالمية منذ بداياتها، وأضفى عليها صفة الجودة الأكاديمية بشهادة دولية.
وذكر الدكتور زيد بن إبراهيم المحيميد عضو هيئة التدريس في جامعة القصيم أنه في الآونة الأخيرة تنوعت التجارب الأكاديمية في مجال التعليم العالي السعودي وبرزت أعمال تطويرية بقيادات فعالة، ويعد الأستاذ الدكتور سليمان اليحيى عميد كلية الهندسة في جامعة القصيم نموذجاً من القادة الفاعلين في عملية التغيير الإيجابي حيث وضع في مقدمة أولوياته تكوين فريق علمي متماسك نحو هدف واحد وهي جودة العملية التعليمية في كليته وبالتالي التأكيد على جودة خريجي الكلية، وبدعم كبير ومتواصل من مدير الجامعة معالي الأستاذ الدكتور خالد الحمودي ووكلاء الجامعة سعت الكلية لتحقيق هدف تسعى إليه جميع الكليات الهندسية في الجامعات الرائدة وهي الحصول على الاعتماد الدولي من هيئة الاعتماد الأكاديمي للهندسة والتقنية الأمريكية (ABET) وهي هيئة معترف بها في الولايات المتحدة الأمريكية لاعتماد برامج الكليات والجامعات في العلوم التطبيقية والبرمجة والهندسة والتكنولوجيا.
وأضاف قائلاً: عميد الكلية الدكتور اليحيى خلق فريقاً قوياً فعالاً وعرف الفريق كيف يصنع هذا الإنجاز، واستطاع ذلك الفريق أن يحقق نجاحا كبيرا في وقت قصير نسبياً وذلك لعدة أسباب يمكن عرضها وتحليلها في ضوء بعض المبادئ الشهيرة للتغيير وفقاً لمنظور كوتر أولها حرص فريق العمل في الكلية على إيصال رؤية التغيير إلى جميع منسوبي الكلية من أساتذة وطلاب وموظفين بوصفها (خطاب المصعد) ويقصد بالمصعد الزمن اللازم لانتقال المصعد من طابق إلى آخر, وتفويض الصلاحيات لتمكين العاملين في الكلية والإفادة من إبداعاتهم حيث منحت الصلاحية للفريق ومنسوبي الكلية للعمل وفق ضوابط مقننة مع خطوات واسعة للعمل والإنجاز والإبداع والتعلم التراكمي أيضاً, وكذلك ترسيخ هذه المكاسب والتحرك نحو المزيد من التغيير، وهذا ما فعله فريق العمل بتأييد كامل من مدير الجامعة ووكلاء الجامعة حيث إن الكلية ستنتهي قريبا من إعداد برامج للدراسات العليا في تخصصات جديدة تشمل هندسة الطاقة وهندسة الاتصالات وهندسة الإنشاءات وهندسة التصنيع. وذلك وفق معايير عالمية.
واعتبر الدكتور فهد عبدالرحمن المفضي التساؤل حول جدوى هذا الاعتماد والفوائد المرجوة من ورائه في المستقبل المنظور حق مشروع لكل سائل ويجب تسليط الضوء عليه، فالسعي الحثيث من قبل الكلية للحصول على هذا النوع من الاعتماد يعطي الموثوقية بضمان الجودة العالية للبرامج المقدمة للطلاب؛ وبالتالي تنعكس هذه الجودة على المخرجات مما يؤدي إلى رفع الأداء الأكاديمي في مجال الدراسات العليا من جهة، وإمداد سوق العمل بطاقات متجددة هدفها التطوير والإبداع في المضمار الذي تنخرط فيه من جهة أخرى. حيث يمثل هذا النوع من التقييم صمام أمان للجميع خاصة إذا كان من جهة محايدة ومنظمة غير ربحية أعطت رأياَ علمياً مجرداً مما يجعل الجميع لديه ثقة بالمخرجات العلمية. كما أن هذا الاعتماد يضمن وجود آلية منظمة للتقييم والتقويم وتحسين البرامج بصفة مستمرة. وقال الدكتور شريف الخولي مدير برنامج بكالوريوس الهندسة المدنية بكلية الهندسة بجامعة القصيم:
إنه بحق يومٌ تاريخى لكلية الهندسة – جامعة القصيم لا يقل روعةً إن لم يفق يوم ميلاد الكلية فى عام 2003. فى هذا اليوم حققت الكلية بقيادة عميد الكلية سعادة الأستاذ الدكتور سليمان اليحيى خطوةً عملاقة وغير مسبوقة فى تاريخ كليات الهندسة السعودية ومنطقة الشرق الأوسط كلها بحصولها على الاعتماد الأكاديمى الدولى لبرامجها التعليمية الثلاث من هيئة ABET الأمريكية والتى تعتبرأرفع الهيئات الدولية المهتمة بجودة التعليم الهندسى فى العالم. ويتمثل الإنجاز فى أن الكلية لم يتجاوز عمرها بعد السبع سنوات ومع ذلك تمكنت الكلية بفضل الله تعالى من أن تلحق بكليات هندسة عريقة فى المملكة وخارجها مما يتجاوز عمرها الثلاثين عاماً ولكنها البداية العملاقة التى حرص عليها سعادة عميد الكلية منذ اليوم الأول. وبالطبع ما كانت الكلية لتنجز مثل هذا العمل العظيم دون الدعم السخى من الجامعة ممثلاً فى دعم معالى مدير جامعة القصيم والإدارة العليا. وأضاف الدكتور عبد الله بن صالح الصويان من قسم الهندسة الميكانيكية بجامعة القصيم: انتقلت الى كلية الهندسة بجامعة القصيم قبل عام تقريباً وقد وجدت الجميع – بدءاً من ربان السفينة سعادة عميد الكلية ومروراً بجميع أعضاء هيئة التدريس والمحاضرين والمعيدين والمدرسين وموظفي الكلية- وبتوجيه ومتابعة مباشرة من معالي مدير الجامعة - يعملون بكل جد وبروح الفريق الواحد وباهتمام وحرص بالغين لتحقيق جميع متطلبات الاعتماد. وقد رأيت وعايشت جزءاً من هذا حيث كانت الاجتماعات وورش العمل المتعلقة بهذا الأمر تمتد حتى وقت متأخر قد يصل أحيانا إلى وقت صلاة الفجر. وقد استمر هذا العمل قرابة ثلاث سنوات وقد صاحبه ولله الحمد تطوير إلى الأفضل في العملية التعليمية وفي مخرجاتها العاجلة والآجلة، وصاحبه كذلك تحسينات في مرافق الكلية الداعمة للعملية التعليمية وأمور أخرى كثيرة.
ومضى الدكتور البدراوي علي أبو النصر بقوله: إن الاعتماد الأكاديمي هو اعتراف دولي بأن خريج كلية الهندسة بجامعة القصيم هو خريج مؤهل تأهيلا راقيا للانخراط في سوق العمل داخل وخارج المملكة في وقت تتسارع فيه التغيرات والإبداعات، وإن هذا الخريج لم يعد فقط متسلحا بمعرفة وفهم العلوم الأساسية والهندسية، بل صار على دراية وسائل حل المشاكلات، ملماً بالأساليب الهندسية التقليدية والإبداعية، قادرا على العمل الجماعي ضمن فرق العمل، ماهرا في التواصل والتفاهم مع الآخرين، عارفا بالقضايا المعاصرة، ملماً بنقاط قوته ونقاط ضعفه وبالفرص المتاحة وبالتحديات الآنية والمستقبلية، متفهما لكيفية ضبط الحلول الهندسية لتتوائم وكافة المتطلبات الهندسية والبيئية والصحية والأخلاقية والاقتصادية والاجتماعية. إن هذه الإنجاز سوف تُشِعر جهات توظيف المهندسين بوجود نقلة نوعية في قدرات ومهارات خريج كلية الهندسة، وإنها تنافسية هذا الخريج في سوق العمل على أفضل ما يكون.