اتخذ البعض من قضية الارتفاع الخيالي في أسعار الطماطم، وسيلة للتندر والتنكيت، من باب أن الطماطم وهو الطماطم، لم يسلم من ظاهرة التسيب في الأسعار، والتي تتحملها وزارة التجارة بالدرجة الأولى.
وفي رأيي أن المسألة لا تحتمل هذه اللامبالاة.
فإذا كان البعض يظن أن للطماطم بدائلَ كثيرةً أو أنها ليست من العناصر الضرورية جداً، فإن السكوت عن هذا الغلاء غير المبرر في أسعارها، سيفتح الباب على مصراعيه لزيادات مشابهة في أسعار عناصر ضرورية، سواءً من الخضروات أو الفواكه.
لقد سكتنا جميعاً على ارتفاع رسوم المدارس والهواتف الثابتة والنقالة، وعلى ارتفاع أسعار السيارات ومواد البناء وتذاكر السفر والشعير والبيض والدجاج والحليب والمشروبات الغازية، فماذا كانت نتيجة سكوتنا؟! أكيد أن النتيجة كانت مزيداً من الزيادات، فالقائمون على الأسعار والتسعير، حينما لم نتخذ موقفاً حاسماً من بضائعهم، قالوا: الضرب في هؤلاء حلال، لأنهم لا يشعرون ولا يحسون!
- هل نرفع شعار «خليها تصدي»، أو شعار «خليها تخيس» أو شعار»خليها تعفِّن»؟! نعم.
لقد حقق هذا الشعار أفضل نتائجه، ولكن بشكل عكسي، فلم « يُصدي» إلا نحن، ولم «يخيس» إلا نحن، ولم «يعفن» إلا نحن.