إن المثالية مطلبٌ حضاريٌ لكل الأمم، ولكن لا يمكن أن يتحقق تطور وتقدم ورقي على سواعد أمة أو أكتاف مجتمع ينقصه صفات الخلق والاستقامة والصدق مع الذات والبعد عن فهم الحياة ومطامعها الدنيوية.. وإننا لنحمد الله تعالى، فالدنيا ما زالت بخير وبلادنا والحمد لله موئل الخير والصدق وما زال أهلها يتنكبون عن دروب السوء والهوى، إذ ليست المظاهر المادية مهما عظمت هي مصدر التقدير والفخر لأربابها ولكن الصدق والإيمان والاستقامة والصلاح.. هذه الأسس والمقومات هي القوة التي تشمخ بأهلها إلى قمم المجد ومدارج الكمال.
وإن ما نلمسه اليوم في شباب بلادنا من الروح المتوثبة والحيوية ليجعلنا نتفاعل كثيراً لنرى منهم مثال الشباب المسلم الذي ينبغي أن نبني نهضتنا عليه ونعقد عليه الآمال بعد الله من أجل بناء وطن حضاري مزدهر متطور. فكن يا أخي الشاب لبنة صالحة في كيان هذه الأمة، ولتكن نفسك كبيرة وطموحك عظيماً ترتفع بأفكارك وتتبين معالم مستقبلك وتسعى لخير نفسك ووطنك، عاملاً للخير دائماً وللأفضل أبداً في صمت وأدب وإنكار للذات وطمس أي ظواهر تخالف الإسلام وقواعده، ولقد قيل:
وإذا كانت النفوس كبارا
تعبت في مرادها الأجسام
إن مؤسسات التربية والتعليم قد تكون أهم عامل في التربية وتكوين النشء وصياغة أفكاره وسلوكه لتحقيق الأهداف المنشودة وإكسابه المهارات والخبرات اللازمة لتفاعله مع حياته ومستقبله تفاعلاً واعياً وهادفاً وإيجابياً، وإن مجتمعنا يمر بتحديات يحتم عليه أن يأخذ بكل أسباب العلم والقوة والعمل والنشاط، وعلى الشباب أن يكون له هدف سامٍ.