عندما كانت محافظة عنيزة قبل أربعين سنة مقتصرة على أحيائها القديمة، يسمى جامع عنيزة الكبير نسبة لحجم المدينة فهو أكبر جامع فيها، بل كان الوحيد فيها. وقد تسارعت عجلة التطور في هذه المحافظة واتسعت مساحتها وامتدت في جميع الاتجاهات. ونشطت الحركة التجارية بحكم موقعها المتوسط في المنطقة، وأصبح وسط هذه المحافظة يعج بالمحلات والأسواق التجارية، وكثر زوارها من داخل المنطقة وخارجها وأصبحت هذه المحافظة الجميلة مقصداً (للسياحة والتسوق). كل هذا وجامع الشيخ العلامة ابن عثيمين -رحمه الله- ظل على وضعه ولم يتغير سوى ترميمات لا تُذكر، وأصبح بوضعه الحالي بين الأسواق والمجمعات الضخمة صغيراً، بل إنه لولا منائره ذات التصميم الرديء لاعتقد المشاهد له أنه يشبه تصميم فيلا متواضعة، أقول إن وضعه الحالي لا يتناسب أبداً مع نمو سكان هذه المحافظة وتطورها ولا يتناسب مع اسم شيخنا رحمه الله. إنني أتمنى من مؤسسة الشيخ ابن عثيمين والتي أنشأت مبنى ذا طراز جميل على مدخل الشارع المؤدي له، أن تسعى جاهدةً لبناء جامع كبير على أحدث وأجمل طراز يماثل ما نشاهده في العديد من محافظات المنطقة، جامع يستوعب أكبر عدد من المصلين الذين يأتون من جميع محافظات وقرى المنطقة. نريد بناء جامع يتناسب مع حجم وتطور هذه المدينة الجميلة التي تسارعت فيها بناء المحلات والمجمعات الضخمة وعلى أجمل طراز، حيث لم توفق هذه المحافظة ببناء جوامع متكاملة الخدمات، بل تبنى على مساحات ضيقة ثم بعد فترة يضاف لها ملاحق وغالباً ما تكون من صفائح الشينكو المعروف وتقسم من الداخل قسم للرجال وقسم للنساء وقسم للجماعات وهكذا حتى تتغير ملامح المسجد.

إننا نحب هذه المدينة ونريد أن نشاهد كل شيء فيها يكون جميلاً، ونتمنى على هذه المؤسسة أن تمد يدها وتطال هذا الجامع بالتغيير، ولا تتعلق بمبررات السبل والأوقاف وبعدم المقدرة في تغيير مكانه، بل إن مصلحة الأحياء أولى، فأقترح برأيي المتواضع أن يزال بناؤه الحالي ويجعل مواقف للسيارات لعدم إمكان توسعته بالشكل المطلوب، لأن أمامه من جهة الغرب مدرسة في جهة الشرق والجنوب تحفه الشوارع. فمكانه الصحيح نزع ملكية المزارع القديمة وجعل مكانه الحالي وساحات حراج الجمعة والبنايات المتهالكة حوله مواقف وساحات على الشوارع المؤدية له. إنها أمنية جميع أهالي عنيزة أن يروا عاجلاً عمارة جامع يناسب حجم هذه المدينة يحمل اسم شيخنا العلامة، والذي يعرفه القاصي والداني في هذه المنطقة وغيرها، ويماثل ما نشاهده من جوامع استحدثت في محافظات هذه المنطقة، وأن تسعد هذه المدينة بجامع شامخ بين هذه المجمعات والمحلات التي ازدانت به وسط المدينة وشوارعها الأخرى. أسأل الله القدير أن يعم الخير لهذه البلاد وأن يحفظ أمنها واستقرارها ويكفيها شرور الأمراض والأوبئة ومن الفتن وما ظهر منها وما بطن، إنه سميع مجيب.

- عنيزة