مع كل موسم تأتي مقومات استقبال الحدث من استعداد وتجهيز لتواكب الحدث من التجهيزات وعمل ما يلزم لتوصيل الرسالة. والتجهيز يأتي وفق ما يحتاجه الحدث، فعلى سبيل المثال عند عقد مؤتمر أو إدارة منتدى أو عقد ندوة يستعد القائمون عليها بتجهيز القاعة والمقاعد وأجهزة الصوت حتى يظهر الحدث بصورة جيدة تعكس مدى اهتمام القائمين عليها، ونحن مع بدء العام الدراسي الجديد (1431 - 1432هـ) تسعى وزارة التربية والتعليم باستقبال الطلاب والطالبات لاستقبال واحتضان هؤلاء وتستقبلهم بالود والاحترام، هذا الاستقبال نجده منصب على الترحيب وهي جهود يشكر عليها ولا نختلف بتاتاً حول هذه السمة الجميلة، لكن مع تكرار ما نسمع وما يتفوه به المقربون والمقربات والأبناء من ضعف الصيانة الدورية في المدارس من النظافة داخل الفصول ومن نظافة دورات المياه وما تحتاج من صيانة وغيرها من مقومات المنظومة التعليمية بأجواء يحتاجها الطالب وتحتاجها الطالبة.التعليم رسالة موصولة للمتلقي، ينتفع بها الطالب والطالبة من المرحلة التعليمية، التعليم بداية بمراحل الثلاث، الابتدائي والمتوسط والثانوي، ومن بعدها يخرج في مرحلة تعليم أخرى (التعليم الجامعي)، تتغير المفاهيم التعليمية والمناهج والطرق، حتى الفصول والجو التعليمي يختلف نهائياً.
آلاف المدارس تحتضنها مملكتنا الحبيبة، كل مدرسة لديها خطة تعليمية بكيفية توصيل المادة للطالب والطالبة، اجتهادات من المسؤولين واستعداد مع بداية العام.مع بداية كل عام دراسي جديد توزع الكتب، وبعد ذلك تأتي الطلبات من دفاتر وأقلام وغيرها من أدوات (قرطاسية) يحتاجها الطالب وتحتاجها الطالبة، شيء بديهي أن يتم توفير الأدوات لأبنائنا، ومن المفترض أن نحرص على ذلك.. أكثر ما تأتي الطلبات من فتياتنا، رسومات، أعمال منزلية، وسائل مكتوبة، وغيرها الكثير.. إلا هذه النقطة نتمشى مع رغبات (كل معلمة) ولا نريد أن ندخل بجدال، سياسة كل أب أن لا يريد ان تكون ابنته (مختلفة) عن بقية زميلاتها، حتى لا تدخل في متاهات وعقد نفسية مستقبلاً..نعود إلى عنوان المقال:
نسمع كثيراً وأصبح هذا الموال يتردد سنوياً من أبنائنا (طلاب وطالبات) حول مطالبة المدرسة لدفع مبلغ وقدره (خمسة ريالات، عشرة ريالات) ولماذا؟
لإصلاح مكيف (عطلان) لإصلاح برادة الماء، لإصلاح (مظلة) وغيرها الكثير من الطلبات التي ليس من (مهام أو واجبات أبنائنا).إن التعليم هو رسالة فقط، مادة يجب أن نوصلها لأبنائنا، مهام وواجبات أبنائنا أن يذهبوا كل صبح لكي يتعلموا ويجتهدوا وعمل واجباتهم التعليمية فقط.. ولكن أن نطالبهم بأشياء ليس من واجباتهم فهنا نقف ونتساءل.. من أقر هذه القرارات؟إذا كانت هناك مدرسة واحدة أو اثنتان تتمشى مع هذا السياق فبإمكان التطرق إلى المسؤول الأول في تلك المدرسة، ولكن هناك عشرات المدارس في مدينة الرياض أصبحت مع الأسف اعتادت كثيراً ويطالبون الابناء بمبلغ وقدره؟!أبناؤنا وبناتنا أصبحوا (وسيلة دفع) لمؤسسة فنية لصيانة مرافق المدارس!!مع أن هناك مدارس مازالت مستأجرة ذات طراز قديم وتحتاج إلى صيانة شبه أسبوعية ومتهالكة من حيث المبنى ومن حيث ما تحتاج من ترميم وتجهيز.أليس من المفترض أن تقوم الجهة المعنية بوزارة التربية والتعليم بصيانة شهرية أو ربع سنوية لخدمات المدارس من كهرباء وسباكة وغيرها؟
يؤسفنا كثيراً أن تأتي ابنتي أو ابني مطالبين بمبلغ (عشرة ريالات) لإصلاح مكيف أو غيره، ليس المشكلة بالمبلغ ولكن المسألة مسألة مبدأ فقط، قد يستغرب أي مسؤول بتلك الطالبات ويتفوه (كيف ولماذا؟) ليس ذنب أي ولي أمر بأن يتفوه بالحقيقة ولكن المسؤولية تقع على الجهة المعنية بذلك، إذا كانت (الباصات) المخصصة للنقل خير شاهد، انعدام التكييف، مقاعد تالفة، أرضية متسخة لا نستغرب من أي جديد.. ولكن من يعي؟أبناءنا وصيانة المدارس لإراحتهم وخلق جو مفعم ليكون مساعدا لبث الرسالة التعليمية جيداً، وإلا كيف يستوعب الابن والفتاة؟! كيف يستوعبون المادة وهم يعيشون بأجواء تختلف من مدرسة إلى أخرى خصوصاً (الأهلية)، فالطلاب والطالبات يتذمرون من سوء النظافة داخل دورات المياه، يتذمرون من الطاولات والمقاعد وهي هزيلة ومتهالكة، من سوء التكييف من اتساخ الأرضيات.نتمنى أن نجد العناية لتلك المدارس فالطالب والطالبة يحتاجون أجواء تساعدهم على خلق جو التعليم وتوصيل الرسالة التي من أجلها كانت الحضارة الحقيقية.