اطلعت على ما ورد في تعقيب سعادة وكيل وزارة الشؤون الإسلامية الدكتور توفيق بن عبدالعزيز السديري في عدد الجزيرة الصادر بتاريخ 22 رمضان من العام الهجري الجاري 1431هـ والمتضمن أن الوزارة تتابع التجاوزات الحاصلة في استخدام مكبرات الصوت داخل وخارج المساجد وأنهم دائمو التأكيد على فروعهم لحث الأئمة والمؤذنين والخطباء على خفض أصوات هذه المكبرات وتثبيته على درجة مناسبة للمصلحة العامة إضافة إلى ما تقوم به اللجان الشرعية الميدانية الخاصة بالعناية بالمساجد ومنسوبيها... إلخ.
وأقول: إنه والحق يقال، فإن المسؤولين في الوزارة يتابعون بشكل جيد ما يصلهم من ملاحظات تخص المساجد سواء أكانت هذه الملاحظات من خلال الكتابات المباشرة - وهذا ما لمسته بنفسي - أو من خلال متابعة ما تنشره الصحافة والتعقيب عليه، لكننا مع الأسف لا نلمس أن اهتمام المسؤولين في مقام الوزارة يُقابل باهتمام مماثل من قِبل الفروع واللجان الشرعية التي أشار إليها سعادة الوكيل، بدليل استمرارية الشكاوى التي تتوارد على الصحافة تباعاً من هنا وهناك والمتعلقة بصفة خاصة بكثرة غياب أو تأخر بعض الأئمة والمؤذنين، ومن قلة النظافة في دورات المياه، وفي المساجد ذاتها، ومن أصوات السماعات المزعجة داخل وخارج بعض المساجد، هذه السماعات التي لم يطرأ عليها أي تغيير يذكر سواء من جهة خفض أعدادها الزائدة عن الحاجة في بعض المساجد ولا من جهة خفض أصواتها إلى الحد الذي يؤكد عليه مسؤولو الوزارة، ومن الأمثلة ما شاهدته بنفسي في أحد جوامع الرس الكائن في الحي الجنوبي الغربي، حيث يوجد في الواجهة الأمامية وحدها ست سماعات طول الواحدة متر، وكلما حضرت مع الإمام الراتب في هذا الجامع صلاة جهرية توقعت أن يسمع صوته من به صمم، وأن احتدام الصوت داخل السماعات يعرضها للانشطار فهو صيت بطبعه ويقرأ بأعلى صوته ومن أعماق أعماقه ويقرب اللاقط من نفسه أو يقرب نفسه من اللاقط إلى درجة الالتصاق. وأي إمام أو مؤذن أو خطيب استخدم بهذه الصفة ولو سماعة واحدة فإن صوته سوف يتجاوز الحد المناسب. وعليه فإن السماعات لست مزعجة بطبيعتها مهما زاد عددها في المسجد الواحد والذي يجعلها مزعجة هو طريقة الاستخدام بالصفة التي أشرت إليها، لكنني في نفس الوقت استغرب من حرص القائمين على بعض المساجد على زيادة عدد السماعات ربما على حساب احتياجات أخرى أكثر أهمية كما في الجامع الذي أشرت إليه والذي لم يتميز على غيره من الجوامع إلا بكثرة السماعات في حين ينقصه الكثير من الاحتياجات كواجهة للبلد وفي مقدمة ذلك استبدال الموكيت القديم الذي تغير لونه وملمسه من كثرة الاستخدام استبداله بالسيراميك والسجاد الحديث. ثم أنني أتساءل عن اللجنة المختصة بالعناية باحتياجات المساجد أين هي عن احتياجات هذا الجامع وكذا جامع المزروع الذي تعثر الترخيص ببنائه على الطراز الحديث.
محمد الحزاب الغفيلي - الرس