بعض الأفكار لا تستحق التخصيص في مقالات معينة، كما لا تحتمل الإطالة أو التفصيل، لأن رسائلها مباشرة، بل هي أقرب الموضوعات القصيرة في إطار مقالٍ واحد، لذا أواصل للمرة الثالثة الصيد الكتابي على ضفاف (الجزيرة) من خلال هذه المواضيع..
هدية شركة المياه الوطنية!
تلقيت (هدية) من شركة المياه الوطنية مغرب يوم جمعة، وكانت عبارة عن (مخالفة تسرب مياه) وضعت على العداد المائي لمنزلي. وهنا لست في حال اعتراض على المخالفة أو السخرية برقابة الشركة، لأنها بالفعل (هدية) جاءت في وقتها كي تعزز طريقتي بالتعامل مع عائلتي لتكريس ثقافة ترشيد المياه. ولكن السؤال المحوري: هل تكفي (المخالفة) لتكريس هذه الثقافة الحضارية، بحيث تتحول إلى ممارسة حقيقية من قبل الناس؟
برأيي أن تأثيرها محدود لدى شريحة من الناس، لأن هناك أساليب ذكية يمكن من خلالها الإسراف بالمياه دون أن تتسرب قطرة واحدة إلى الشارع، وأعني بها ربط شبكة التصريف المنزلية بشبكة الصرف الصحي العام، وبهذا تصبح دعوى المحافظة على الثروة المائية مجرد سراب، فما رأي الشركة؟
إمام المسجد موظف أم عابر سبيل؟
يتردد في ذهني السؤال التالي: هل إمام المسجد أو الجامع موظف أم هو عابر سبيل أم متطوع وجد جماعة جلست للصلاة فقام بهم إماماً؟ لأني ألحظ تكرار الغياب في المساجد التي أعتاد الصلاة فيها. فإن كان متطوعاً فجزاه الله خيراً، وإن عابر سبيل فلا لوم عليه، أما إن كان موظفاً معتمداً من قبل الوزارة، ويتقاضى راتباً على ذلك، فأين الالتزام؟ خاصةً أن هناك من يبحث عن وظيفة (إمام لمسجد) ولديه التزام كامل، وليس كمن يعمل بوظيفتين!!
مخالفات مرورية منسية
أبرز المخالفات المرورية التي تعتبر المصدر الرئيس للحوادث القاتلة أو الإعاقات الجسدية هي (السرعة العالية) و(قطع الإشارة) و(عدم ربط حزام الأمان)، لكن هذا لا يمنع من التنويه بمخالفات مرورية أزعم أنها منسية، وهي من الأسباب الرئيسة للاختناقات المرورية، كما تشكل مصدراً خفياً للحوادث، وأقصد بذلك (الوقوف الخاطئ)، سواءً كان مؤقتاً كما يفعل البعض أمام المطاعم أو المحال التجارية، لدرجة أن يتحول الطريق من مسارين إلى مسار واحد ضيق، أو الوقوف دائماً أمام العمائر السكنية، حيث يتم إيقاف السيارة بمحاذاة الرصيف الفاصل بين الطريقين، أو الوقوف الخاطئ عند المنعطفات أو في مسار الرجوع فوق الأنفاق.