منذ عام 2003م والعراق الشقيق يرزح تحت الفتنة والتفرقة والطرح الطائفي أكثر من أي وقت مضى، ومخاطر الانقسام بين أبناء هذا البلد العربي أصبحت قضية تهدد أمنه وكيانه ووجوده بوصفه بلداً فاعلاً ..
ومؤثراً في قضايا الأمة العربية، كل ذلك جعل العراق يخرج من معادلة التوازن الإقليمي!
وبما أن هذا البلد العظيم وهذا الشعب الأبيّ يحتلان مكانة كبيرة في عقل وقلب المملكة العربية السعودية فقد تفضل خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز - نصره الله - بإطلاق أم المبادرات التي تهدف إلى انتشال هذا الشعب من كل ما يتعرض له من مشاكل وقع فيها. ولأنه - أيده الله - صاحب كل المبادرات الخيّرة التي تهدف إلى تحقيق تطلعات الأمم والشعوب نحو السلام والأمن والرخاء فقد جاءت هذه المبادرة الكريمة من ملك كريم، وهبه الله حب الخير لأمته وللعالم، إنه - رعاه الله - لا يعني بهذه المبادرة على الإطلاق التدخل في الشؤون الداخلية للعراق أو الوقوف بجانب فئة دون أخرى، ولكنه يهدف إلى مصلحة العراق ووحدته شعباً وحكومة وأرضاً وتاريخاً, وإبعاد هذا البلد عن التدخلات من أطراف قد لا تريد الخير لبلاد الرافدين.
لقد دعا - حفظه الله - في ندائه إلى حقن الدماء، وإلى توحيد الأهداف؛ لأنه يدرك أهمية هذا البلد وشعبه، ولأنه يتألم لكل قطرة دم تنزف بدون وجه حق، ويتألم لكل أطفال العراق اليتامى والمعاقين والمشردين بسبب الحروب والفتن، يتألم لمنظر امرأة عراقية حرة تجلس على الرصيف في بلد عربي مهجرة أو مشردة تبتاع ما قد يسد رمق أبنائها المعاقين أو الأيتام!! إنه - سدد الله خطاه - عندما أعلن أن الاجتماع سيكون تحت مظلة جامعة الدول العربية فإنه لا يريد أبداً التفرد، ولكنه يريد إشراك العرب جميعاً ليساهموا في هذه الأعمال الخيّرة التي دائماً ما يدعو إليها - رعاه الله -.
نعم، إنها أم المبادرات، وكلنا نردد خلف مليكنا: نعم يا سيدي نريد للعراق الخير، ونريد له الرخاء والأمن والاستقرار، ونريد له كما أردت أنت له أن يكون فاعلاً وداعماً وسنداً لكل العرب. دمت يا صقر العروبة، ونتمنى من أعماق القلوب التي تعلمت منك الوفاء والحب والتفاني أن يستجيب الأشقاء، وأن يحل الرخاء بعد الشقاء والتآلف بدل الخلاف.
والله المعين.