لأن كل ما يجري في العراق يدخل في تصنيفات اللامعقول، فإن من يتصدى للكتابة عن الأوضاع في العراق عليه أن يخصص ساعات طوال لدراسة الأشخاص الممسكين والمتداخلين في العملية السياسية في العراق.
تضع مجموعة من الأسئلة والاستفسارات لمعرفة الدوافع التي تكمن وراء القرارات والأفعال التي دأبوا على اتخاذها منذ آلت إليهم السلطة، فتخرج بنتيجة تزيد من حيرتك تجاه ما يجري في العراق.
تطرح مبادرة لمحاولة حل الأوضاع الشاذة في العراق، فتُقدم جهة ما على تفجير الأوضاع أكثر، ويستهدف مكونٌ عراقي غير متداخل في الصراع السياسي، مثلما حصل قبل أيام للمسيحيين في العراق عندما اقتحم خمسة من الإرهابيين كنيسة النجاة التي قتل فيها ثمان وخمسون مسيحياً إضافة إلى الإرهابيين الخمسة وعدد من رجال الأمن.
وقبل أن تجف دماء ضحايا الكنيسة، نشر الإرهابيون عدداً من السيارات المفخخة أسقطت عدداً من القتلى ينتظر أن يصل عددهم إلى قرابة المائة بعد أن يتم إحصاء القتلى والجرحى، ومثلما استُهدف المسيحيون كمكون من المجتمع العراقي، أيضاً استُهدفت مناطق معروفة باحتوائها على أسر من مكون طائفي آخر، وهذا يجعل المهتمين بالشأن العراقي يتوقعون هجمة إرهابية مضادة باتجاه المناطق التي تضم أسر المكون الطائفي الآخر.
المسيحيون في كرادة مريم دفعوا الثمن، والشيعة في الكاظمية ومدينة الثورة والحسينة وغيرها قدموا أكثر من أربعمائة قتيل وجريح.
وعلينا أن ننتظر هجمات إرهابية أخرى باتجاه مناطق السنة مثلما اعتدنا تنويع الهجمات الإرهابية لخدمة الأهداف التي ينشط العاملون بها على إبقاء الأوضاع غير الطبيعية في العراق، ولهذا فإنهم يجهضون المبادرات التي تستهدف تحقيق حل ينقذ العراقيين من حمامات الدم التي لا يمكن تصور حدوثها، فبالنسبة للعملية الإرهابية التي جرت في كنيسة النجاة، والتي أصاب فيها الخبراء الأمنيين بصدمة من كثرة ما خزن من أسلحة ومتفجرات التي لا يمكن إدخالها إلا في أيام وليس في يوم الحادثة إلى أقبية وأروقة الكنيسة.
أما استهداف المناطق الشيعية في بغداد بسيارات مفخخة ونجاح الإرهابيين في تنفيذ عمليات إرهابية، وهي المناطق المغلقة على أبناء الشيعة وخاصة مدينة الكاظمية التي تعد قلعة محصنة بعد أن تعرضت لعمل إرهابي أثناء عملية جسر الإمامين فيثير تساؤلات محيرة!
من أدخل السيارات المفخخة للكاظمية ولمدينة الثورة «الصدر»؟! ومن أدخل المتفجرات والأسلحة للكنيسة وهي الخاضعة للحراسة المشددة؟!
هل الذين يحرسون هذه المناطق هم من ينفذون هذه الأعمال خدمة لأهداف سياسية دون النظر إلى ما يسقط من ضحايا كتب عليهم أن يكونوا حطباً لحريق السياسيين الذي لا يخضع لأي منطق؟!