إنَّ الحزن قد يحول بين الإنسان وما يكتب.. ويقف حاجزاً من الألم يفوق قدرتك على التعبير..
لكن الرضا بالقضاء والقدر يخفف كثيراً من لوعة الحزن وفقد الأحبة..
هو نهاية كل حي «الموت» شئناً أم أبينا سيحول بيننا وبين حبيب وعزيز ما حيينا.. ?كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ * وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ?.
هم السابقون ونحن اللاحقون والقلب يحزن والعين تدمع ولا نقول إلا ما يرضي ربنا..
الثلاثاء 4-11-1431هـ يوم عصيب مر عليّ وعلى الكثير من محبي والدي إبراهيم بن محمد بن خزيّم -يرحمه الله- حيث توفاه الله وكان ذلك مروعاً بالنسبة لي لفقده وفجاءة رحيله حيث كنت أرقب وصوله الرياض نهاية اليوم لمواعيد علاجية.. فكان اتصال أحد الإخوة بي من البكيرية فجيعة جعلت المسافات بين الرياض أمداً طويلاً لا ينتهي.. وكم تمنيت لو كنت بجانب والدي في تلك اللحظات العصيبة.. قدر الله وما شاء فعل.. ولكن المصلين والمعزين ممن فقدوا أبا محمد كانوا خير عزاء لنا بعد الله..
كان والدي -يرحمه الله- ممن ساهموا في خدمة التعليم بالبكيرية ببداياته حيث يعد من الجيل الثاني من قدماء المعلمين واستمر ما بين التعليم والعمل الإداري حتى نهاية خدمته.
كان نعم المربي والقدوة وصابح فضل عليّ وإخوتي وأخواتي جميعاً، وكم تمنيت لو كان لنا مزيد فضل بالاقتداء به فاللهم أحسن إليه كما أحسن إلينا يا حي يا قيوم.
كان -يرحمه الله- يحُثُّنا على الخير ويوصينا بالصلاة والتزام العبادات ويكره التقصير منا وكان طيب المعشر متسامحاً يأنس بالكبير والصغير.
كم كنت أسعد بالجلوس معه في إجازاتي عندما أكون في القصيم وتحديداً بعد صلاة الفجر أنعم بطيب حديثه والقرب منه والاستفادة من رؤيته للأمور ونحن نشرب القهوة.
رحم الله والدي وأسكنه الفردوس الأعلى مع النبيين والصديقين والشهداء فقد عانى في العقد الأخير من حياته الكثير من الآلام أسأل الله ألا يحرمه أجرها.
ومن المصادفة أنه قبل أسبوعين من وفاته أخبرته أن فلاناً توفي وسيصلى عليه العصر فدعا له وذكره بالخير وقال لي: كلنا أموات أبناء أموات..
دعواتي لوالدي بواسع الرحمة والمغفرة ولكل من جاء معزياً بأن يجزيهم الله خير الجزاء على وقوفهم بجانبنا.
أسأل الله الكريم رب العرش العظيم أن يجزيه عنا خير الجزاء وأن ينير له في قبره ويجعله روضة من رياض الجنة اللهم آمين.