بصفتي أحد المتابعين لما يطرح في صفحتكم من مواضيع هادفة وخاصة عن نظام (ساهر) أرفق لكم هذه المشاركة حول هذا النظام الذي أدى بأمر الله عز وجل إلى خفض نسبة الحوادث المرورية ومن البديهي أن ينخفض معها نسبة عدد الوفيات والإصابات وشاهدي على ذلك ما طالعتنا به وسائل الإعلام ومنها الجزيرة قبل فترة وجيزة من إحصائية مذهلة تؤكد مدى النجاحات التي حققها ساهر في خفض نسبة الحوادث إلى أكثر من 38%، وليس مستغربا أن يزيد هذا الرقم عن ذلك في المستقبل وفي نجاحات متلاحقة لهذا النظام المروري الرائع، كما أنه لم يعد من المستغرب أن نسمع أو نقرأ تصريحا لمسئول ذي علاقة بالسلامة والصحة والحالات الطارئة يتحدث عن دور هذا النظام في الحد والتقليص من الحالات التي كانت تابعة لجهته في شهادة يحق لنا نفخر بها جميعا.
وإنني بهذه المقدمة المتواضعة قد لا أكون أعطيت ساهرا ولو قليلا مما يستحق من الثناء، ولكن كما يقال في المثل العامي (العتب على قدر المحبة). فنحن عابري طريق القدية (المدخل الغربي للرياض) كنا نتوقع أن يحد وجود ساهر من تجاوزات الناقلات بعضها لبعض في هذا المنحدر الخطير والتي تصل إلى إغلاق المسارات الأربعة في حركات تميل إلى (البهلوانية) في بعض الأحيان والتي حدث بأسبابها آلاف الحوادث منذ إنشائها قبل أكثر من 30 عاما. بينما نجد ساهرا (متمركزا) في أسفل هذا المنحدر (القدية) ليرصد السرعة فقط ويبدو أن ساهرا باتخاذه هذا التمركز وفي هذا الموقع بالذات (أسفل المنحدر) قد علم تمام العلم بأن قائدي المركبات المنحدرة لا يخلو أمرهما من اثنين فهما إما سائق قد زاد من سرعة مركبته هروبا من شبح موت ناقلة تقتفيه أو قائد آخر ازدادت سرعة مركبته مع هذا المنحدر فهو بين أمرين أحلاهما مر فهو إما أن يضغط على دواسة الفرامل وخاصة إذا شاهد من علو (بروق ساهر) التي تلمع على مدار الثانية في الأسفل وهذا الأمر له عواقبه الوخيمة وخاصة في ساعات الذروة والتي قد تزهق بأسبابها الأرواح وتتلف الممتلكات أو أن يطلق لها العنان ويصبح صيدا لساهر، ومن المؤسف جدا أن نجد عطلة نهاية الأسبوع والتي عادة ما يكون سكان العاصمة على موعد مع الخروج لمتنزهاتهم الغربية أن تكون تلك اللحظات موعدا متوافقا لرصد ساهر لتذكرنا برحلات هواة الصيد حين يتلقفون الطيور فور خروجها من البحار على السواحل في رحلة الذهاب والإياب السنوية وذلك لينالوا النصيب الأكبر من الصيد الوافر وفي توقيت مشابه يبدأ بيوم الأربعاء في رحلة النزول ويوم الجمعة في رحلة الإياب وفي مواقع تم اختيارها بخبرات صياد ماهر يعلم تمام العلم بأنه سيعود وجعبته مليئة بصيد سمين من الغرامات التي من المفترض ألا تكون في مثل هذه المواقع (المنحدرات).
أملنا أن يعيد مرور الرياض وأمن الطرق النظر في ذلك لتبقى صورة ساهر جميلة كما أحببناها.
عبدالكريم بن سعد الشمالي