ما أنصفت يا فاطمة في مقالك (دناءة نفس!) الذي نُشر يوم السبت 22 من ذي القعدة، العدد 13911، لأن ما تعانيه الزوجة الموظفة من القهر والاضطهاد أشهر من نار على علم، حيث تتجرّع فيه المرأة الغصص من أجل تربية أبنائها ومن أجل الستر، ويشهد على معاناتها.
أين أنت من الأزواج الذين يضيّقون على زوجاتهم بسبب الراتب، ومقدار النسبة التي ستخصص لهم كل شهر، مع العلم بأن باقي الراتب لا يتعدى طلبات بيوتهم وأبنائهم، بل لقد وصل الأمر ببعضهم تخيّيرها بين بطاقة الصراف، أو وجودها في البيت.
وليت المشكلة تقف عند الزوج فقط، بل إن بعض الآباء الذين يفترض أنهم مصدر الأمان، وعون على نوائب الدهر وغدر الزمان طمعوا في رواتب بناتهم وفوّتوا عليهن فرص الزواج حتى فاتهن القطار بسبب الراتب.
تتبعي الأخبار الظاهرة فلا حاجة للغوص في الصميم لتتكشف لك معاناة النساء الموظفات.
بل لقد أصبحنا نرى زوجات غير موظفات يستجدين العطايا والهبات من الأهل والجيران لتوفير متطلبات أبنائهن بسبب تقصير الزوج.
إن ما ذكرته في مقالك لا يتعدى حالات قد تعد على الأصابع، لكن العكس هو السائد والمتعارف عليه عند عامة الناس.
سمعت مقولة من بعض النساء الموظفات بعد اطلاعهن على مقالك، إذ تقول إحداهن: كنا نطمع بأن تكون الكاتبات لسان حالنا المعبر عن مشكلاتنا وإذا بهن «زدن جمراً على جمر».
نورا العلي - القريات