المونتاج مصطلح فرنسي يقابله بالإنجليزية (التحرير) أو Editing وهو تقطيع لقطات ومشاهد الفيلم كانت بشكل يدوي في الماضي عن طريق شريط الخمسة والثلاثين ملم وتقطيعه الشامل على 25 لقطة في الثانية الواحدة، وهو يعتبر من أكثر المراحل الإنتاجية في عملية صناعة الفيلم من ناحية الجهد والميزانية قبل أن تتطور في السنوات الأخيرة لتصبح عن طريق الكمبيوتر من خلال برامج مونتاج وبخاصة بالهواة والمحترفين أصبحت حالياً تستخدم في العديد من الإنتاجات السينمائية سواء كانت مصورة عن طريق الكاميرا السينمائية أو كاميرات الديجتال، وتبرز علمية المونتاج كأهم مرحلة ما بعد التصوير أو ما يسمى (البوست برودكشن) وهي تحرير الصوت، المؤثّرات، المونتاج بشكل أساسي مع الثانويات الأخرى التي تعقب مرحلة التصوير، تأصل المونتاج وتطويره عرف عن طريق الروسي العظيم سيرجى آيزنشتين.

إحدى المقولات للمخرج الروسي بودوفكينان أن الفيلم الممتاز لا يبدأ إلا عند المونتاج، ويعد فلما (مولد أمة) و(التعصب) أحد أكثر الأفلام تأثيراً عند المخرجين الروس وغيرهم من صنّاع الأفلام حول العالم خصوصاً في أساليب المونتاج المبتكرة التي أسسها غريفيث وهناك إجماع بأن المونتاج المتميز هو الذي لا يُشعر المشاهد بالقطع أثناء سير أحداث المشهد وهناك العديد من المتخصين في المونتاج السينمائي يعمل بجهد لسنوات طويلة من دون تغيير التخصص ونجد أنه منذ عشرين عاماً والمحرر كرستوفر روس يعمل في مجال المونتاج السينمائي حتى أصبح متميزاً بعد اكتساب خبرة في مجال الإبهار التصوري الخاص بتناسق المونتاج وفي العام 2009 وبعد عشرين عاماً تقريباً من العمل المتواصل في ذات المجال يحصل على أوسكاره المستحق بناء على مونتاجه الجبار في فيلم The Bourne Ultimatum

المونتاج السينمائي ليس مجرد قطع المشاهد كما يعتقد الكثيرون، بل يعتمد نجاح المونتير أو المحرر حول آلية القطع، متى وكيف ولماذا تلك الآلية يتعمد عليها الكثير من متعهدي المونتاج ليظهروا لنا فيلماً متميزاً زاد من روعته جماليات المونتاج وهناك بعض المخرجين لا يعاونون سوى مع أسماء محددة في عالم المونتاج مثل المحررة الشهيرة ثلمى سكولميكر التي تتعامل منذ أكثر من ثلاثين عاماً مع المخرج مارتن سكورسيزي ولي سميث مع المخرج كريستوفر نولان وأيضاً كريستوفر روس مع المخرج بول غرينغراس، ونجد أن بعض المخرجين يقوم بمهمة المونتاج بنفسه أما بسبب عدم ثقته بعمل الآخرين أو بسبب ضعف الميزانية مثل الإخوة جول وايثان كوين والمخرج المستقل غوس فان سنت مع ستيفن سودبيرغ وديفيد لينش.