|
الجزيرة- ياسر المعارك
حلّت الخطوط السعودية الجوية، بوصفها إحدى أكثر المؤسسات الخدمية التي تتعرض لنقد مستمر ومضاعف حيال تردي خدماتها، ضيفاً في أمسية هيئة الصحفيين السعوديين التي شهدت استعراضاً للخطة الاستراتيجية التطويرية للخطوط السعودية والرد على مداخلات الصحفيين، التي وُصف بعضها بالنيران الصديقة، وسط حضور كبير من قِبل الإعلاميين والإعلاميات، يتقدمهم رئيس هيئة الصحفيين تركي بن عبدالله السديري ونائبه خالد بن حمد المالك وأعضاء مجلس الإدارة.
وقد استهل الملحم الأمسية الإعلامية بحديث مختصر عن رؤية واستراتيجية الخطوط السعودية التي تطمح إلى الوصول إليها وتحقيقها على أرض الواقع؛ حيث أشار إلى أن الخطوط السعودية أمضت 65 عاماً من الخدمة الجوية، مرّت بمراحل ونقلات تطويرية جعلتها تواكب صناعة النقل الجوي وتدخل مستوى التنافسية. وأشار إلى أن عام 1945م شهد الانطلاقة الأولى لحركة الطيران في أجواء المملكة العربية السعودية. وواصل المهندس الملحم استعراضه لمسيرة الخطوط الجوية الحافلة وما مرت به من تحديثات وتطوير حتى عام 1996م؛ حيث احتفلت الخطوط السعودية بإعلان تجديد شخصيتها والكشف عن شعارها الجديد، وذلك في إطار الاستراتيجية الشاملة التي تبنتها الإدارة العليا للمؤسسة، والتي تهدف إلى تحقيق رسالة «السعودية» في أن تكون «ناقلاً جوياً عالمي المستوى سعودي السمات، فائق العناية بعملائه، حريصاً على رعاية موظفيه»، وتطوير هيكلها التنظيمي، وتعزيز صورتها الذهنية في أذهان عملائها، مع الاحتفاظ بسماتها الوطنية المتميزة، وإضفاء الصبغة العالمية على أدائها.
الألفية الجديدة
عرج المهندس خالد الملحم إلى ما شهدته «السعودية» في الألفية الجديدة من تغيرات تهدف إلى تحقيق الخصخصة الناجحة بعد استعانتها ببيوت الخبرة؛ لوضع برنامج لتخصيص الخطوط السعودية؛ لتبدأ انطلاقة مرحلة جديدة في مسيرتها تستهدف في النهاية انتقال ملكيتها وإدارتها للقطاع الخاص وتحقيق الجودة في الخدمة وتخفيض التكاليف التشغيلية وتطوير النظم التسويقية والحد من الاعتماد على الدولة وزيادة الإيرادات.
الخطة التسويقية
وشدّد المهندس الملحم في كلمته على نجاح الخطة التسويقية التي تنتهجها «السعودية» بتطوير منافذ البيع من خلال مكتب المبيعات أو عبر الإنترنت أو باستخدام أجهزة الصرافة الآلية، وكذلك الاستفادة المثلى من السعة المقعدية في كل رحلة طيران، وكذلك التعامل مع المنافسة في المنطقة وفتح الأجواء بين الدول العربية، مع تحسين مستوى القوى العاملة. كما أشار إلى اعتمادهم إعادة هيكلة قطاع التدريب وتحديث البرامج التدريبية بما يتوافق وتوجهات المؤسسة مع التعامل مع الجهات ذات العلاقة المباشرة بالعمليات التشغيلية، وأهمها الهيئة العامة للطيران، فيما يتعلق بالبنية التحتية لمطارات المملكة. ولفت المهندس الملحم إلى ضرورة مراعاة ما يتعرض له قطاع الطيران من تقلبات وتغيرات سواء في الأنظمة أو التشريعات، ومنها الأمنية، التي تستلزم فرض إجراءات وقائية معينة. منوهاً بخطوة «السعودية» في التعامل مع الدولة والسعي الجاد إلى كسبها في استخدام الخدمات المقدمة منها.
تحديث الأسطول الجوي
وأشار الملحم إلى أن عنصر الأسطول الجوي من أهم العناصر الحيوية التي تسهم في نجاح شركات الطيران، وأنه تم استقطاب استشاريين على مستوى عال وعالمي؛ لوضع استراتيجية تواكب المتغيرات الحديثة في صناعة سوق النقل الجوي؛ حيث تم إجراء دراسة للاحتياجات التشغيلية للطائرات وتحديد الأمثل من أنواع الطائرات لكل خط جوي بعد تحليل عوامل تشغيلية عديدة أخذت في الحسبان المسافة وعدد الركاب وعدد الرحلات والمنافسة على المستويين الإقليمي والدولي، وإضافة 30 طائرة إلى الأسطول خلال العام الجاري، إضافة إلى وجود طلبيات منها طائرة جديدة من نوع إيرباص 321 بعدد 15 طائرة وإيرباص 320 بعدد 35 طائرة، التي تعمل على المسافات القصيرة والمتوسطة، إضافة إلى وجود طلبية طائرات بسعة 298 راكباً، وهي طائرة تم تخصيصها لرحلات (رياض - جدة - دبي - القاهرة)، كذلك تم توقيع عقد لطلبية طائرات حجم 777 بعدد 12 طائرة تقوم برحلات تصل مداها إلى 15 ساعة دون توقف، وهناك طلبية بعدد 8 طائرات نوع 787، التي تعتبر أحدث الطائرات المجهزة على مستوى العالم. وأشار الملحم إلى أن الخطوط السعودية وضعت هدفاً للوصل إلى عدد 112 طائرة جديدة في العام 2020م.
هاتف الحجز المركزي
واعترف المهندس خالد الملحم بوجود شكاوى عدة تتعلق بعدم القدرة على التواصل مع موظفي هاتف الحجز المركزي للخطوط، كاشفاً أن عدد الاتصالات خلال موسم الصيف في يوم واحد بلغ مليوناً ومائتي ألف اتصال، وأن هذا الرقم مخيف، ولا تستطيع أي جهة التعامل معه. وأضاف أن الخطوط السعودية قامت بتحديث آلياتها لعلاج هذا الأمر، ومن ذلك وجود طريقتين لخدمة المتصلين، أولاً عن طريق الخدمة الآلية، وثانياً بمحادثة موظف الحجز، وخلال شهر واحد تم إجراء 450 ألف عملية حجز آلي هاتفي، والأرقام تشير إلى زيادة كبيرة في عدد المستخدمين لنظام الحجز الهاتفي الآلي.
الرحلات الداخلية
وكشف الملحم أن خروج الشركتين العاملتين في النقل الداخلي كان بسبب تكاليف التشغيل وعدم جدوى الربحية التي تجنياها من النقل الداخلي، وأن توقفهما أربك الخطوط السعودية وجعلها تعيد هيكلة وخطط رحلاتها وخطوط سيرها؛ لتغطي احتياجات المسافرين للرحلات الداخلية. مشيراً إلى أن أسعار النقل في المملكة تعدّ الأميز والأقل كلفة قياساً بالدول الأخرى، ومدللاً على ذلك بثبات أسعارها منذ ستة عشر عاماً، التي شهدت تحولات كبيرة في تكاليف القوى العاملة وأسعار الطائرات، وبشكل عام كلفة التشغيل. منوهاً بالنسبة الكبيرة التي تغطيها السعودية في النقل الداخلي التي وصلت إلى 73 % من النقل العام، وأن عدد الرحلات اليومية يبلغ 380 - 450 رحلة، تماشياً مع المواسم الصيفية والشتوية.
خصومات 50 %
الدكتور خالد الفرم، عضو هيئة الصحفيين السعوديين نائب رئيس تحرير صحيفة عكاظ، تساءل عن منح الخطوط السعودية خصومات لأعضاء هيئة الصحفيين بنسبة 50 % كما هو متبع لبعض شركات الطيران في الدول الأخرى، فأكد الملحم أن الخطوط الجوية السعودية تدرس منح الصحفيين ميزات متعددة، منها الخصومات لأعضائها، إضافة إلى تسهيلات سيتم إعلانها قريباً.
مضيفات سعوديات
وفي سؤال الزميل الصحفي ياسر المعارك عن أحاديث جانبية ذكرت وجود توجُّه للخطوط السعودية حيال سعودة وظائف المضيفات الجويات نفى المهندس خالد بن عبدالله الملحم وجود أي نية أو توجه لتوظيف السعوديات وإحلالهن في وظائف الخدمة الجوية.
القوى العاملة النسائية
الصحفية منيرة المشخص في مداخلتها تساءلت عن أسباب عزوف الخطوط السعودية عن توظيف المرأة، فقال الملحم: إن هناك دراسة للهيكل الوظيفي والقوى العاملة في الخطوط السعودية، وإنه تم افتتاح مكتبين نسائيين في منطقة جدة يقومان بوظائف إدارية للخدمات الأرضية.
وأكد الملحم أنه سيتم التوسع في الوظائف النسائية إذا دعت الحاجة إلى ذلك.