يعكس سلوك الإنسان تجاه ما يواجهه من مواقف، ما يتمتع به من خلق رفيع ومشاعر جياشة، وكلما ارتقت المكانة الاجتماعية لهذا الإنسان كلما كان لسلوكه وتصرفه تجاه الآخرين أثره وتأثيره، وقد تجسّد ذلك في اللفتة الأبوية الحانية من لدن صاحب السمو الملكي الأمير متعب بن عبدالله بن عبدالعزيز نائب رئيس الحرس الوطني للشؤون التنفيذية، حين قام بزيارة لمنزل أسرة الفقيد العقيد حسين بن فنوش العنزي (رحمه الله) لتقديم العزاء لهم ومواساتهم في مصابهم، فقد أظهرت هذه الزيارة مدى التلاحم بين القيادة والشعب، والرئيس والمرؤوس، وبين الأب وأبنائه، والأخ وأخيه. وقد عكست الزيارة أسمى معانيها، حين نقل صاحب السمو الملكي الأمير متعب بن عبدالله تعازي خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين وسمو النائب الثاني لأسرة الفقيد.
وتوّج سمو الأمير متعب زيارة العزاء بموقف إنساني نبيل، حيث وجه بإلحاق ابن الفقيد كطالب عسكري في كلية الملك خالد العسكرية، وأمر بحصر ديون الفقيد لسدادها عنه، جعلها الله في موازين حسناته.
إن هذا السلوك الإنساني الرفيع ليس بغريب على قائد مبدع، شهد الحرس الوطني على يديه نقلات نوعية، وابن ملك شهد له العالم بالحكمة والحنكة والإنسانية، وحفيد إمام ملأ أسماع الدنيا وخلّد اسمه في التاريخ، إنه الملك عبدالعزيز (رحمه الله) مؤسس هذا الكيان العظيم، أولئك الحكام الذين نهجوا نبل أخلاق الشريعة الإسلامية وسطروا عبر التاريخ أحاسيسهم في شعبهم في السراء والضراء.
ولا شك أن تلك الوقفة الإنسانية لسمو الأمير متعب كان لها الأثر الكبير في نفوس أسرة وذوي الفقيد في التخفيف من مصابهم. بل إن أثرها الإيجابي يمتد إلى نفوس منسوبي الحرس الوطني، حيث إنه قد أسعدهم نبأ توجيهات سمو الأمير متعب التي تعكس حرص القائد على تكريم مرؤوسيه، ومتابعته لذويهم لمواساتهم وتطييب خواطرهم بفقد عائلهم. وقد عبر الجميع عن امتنانهم وتقديرهم للعمل النبيل من لدن سموه، مؤكدين على أن تلك اللفتة الأبوية ستساهم بشكل كبير في تعضيد جراح أسرة ذوي الفقيد.
من جانب آخر يجب أن لا ننسى المردود الإيجابي الكبير للتخفيف من آثار الصدمة التي صعق بها منسوبو الحرس الوطني صباح يوم الأربعاء الماضي الموافق 26-11-1431هـ بعد تلقي نبأ مقتل زميلهم العقيد حسين العنزي رحمه الله وألهم ذويه الصبر والسلوان. إن المبادرة الإنسانية من سمو الأمير متعب (القائد) هي رسالة موجهة إلى منسوبي الحرس الوطني لتؤكد للجميع عظم الأخلاقيات وسمو العلاقات التي تربط بين منسوبيها التي تتجلى في قوة ومتانة الصلة بين القائد وأفراده، والرئيس ومرؤوسيه، وزميل السلاح مع زميله، كما أنها تجسد معاني الوفاء بين هؤلاء.
إن ما حدث ما هو إلا حادث عرضي من حوادث الدنيا المنافية لتعاليم شريعتنا الإسلامية السمحة، حادث سيطر فيه الشيطان على نفس بشرية ضعيفة ففعلت ما فعلت بعد أن غابت عنها مفاهيم الحكمة ومعاني الإنسانية.
وأجدها مناسبة لتوجيه الشكر والتقدير لقائدنا الأمير متعب من كافة منسوبي الحرس الوطني، مجددين العهد والولاء لخادم الحرمين الشريفين (رجل الأمة الإسلامية) ولسمو ولي عهده الأمين (سلطان الخير) وسمو النائب الثاني (رجل الحكمة). والله نسأل أن يعيننا على تأدية رسالتنا تجاه ديننا ويحفظ بلادنا من كل سوء.