|
جدة - عبدالقادر آل حسين :
تسعى وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد لتطوير أداء منسوبي التوعية في الحج والمترجمين وجميع المشاركين في تنفيذ خطتها لتوعية الحجاج لهذا العام، وقد نظمت الوزارة دورة مكثفة للمشاركين في تنفيذ خطة الوزارة خلال موسم الحج، بالتعاون مع الجامعة الإسلامية في المدينة المنورة التي نظمت دورة تعليمية مكثفة لمدة يومين، شارك فيها عدد كبير من المشاركين في خطة الوزارة بالمدينة، وساهمت في رفع مستوى ثقافة وكفاءة وقدرات العاملين في خدمة ضيوف الرحمن أمام الدورة الثانية؛ فقد عقدت بالتنسيق مع معهد خادم الحرمين الشريفين لأبحاث الحج في جامعة أم القرى، وعقدت الدورة بقاعة الأمير فيصل بن فهد بحي العزيزية، وحضرها عدد كبير من دعاة التوعية في الحج والموظفين المساندين لتنفيذ الخطة والمترجمين وكل من يعمل لتنفيذ أعمال الوزارة في الحج، واستمرت لمدة يومين. وأوضح مستشار وزير الشؤون الإسلامية لشؤون الحج والعمرة والزيارة رئيس اللجنة الإعلامية للتوعية الإسلامية في الحج الشيخ طلال بن أحمد العقيل أن هذه الخطوة تأتي في إطار حرص معالي الوزير الشيخ صالح آل الشيخ على تأهيل قدرات الدعاة. مؤكداً أن معالي الوزير يتبنى الأفكار والمقترحات والمشاريع الجديدة التي لها علاقة بعملية تطوير البرامج والوسائل وأداء الدعاة والموظفين والمساندين؛ لتعزيز ما سبقها من مراحل وبرامج تم تنفيذها خلال السنوات الأخيرة وأثمرت عن نجاحات متعددة لمسنا آثارها مؤخراً، وشارك في تنفيذها مع الوزارة عدد من الجامعات، منها جامعة أم القرى بمكة المكرمة والجامعة الإسلامية التي قدمت للوزارة الدعم الكبير لتطوير قدرات الدعاة بما يتواكب مع غيرها من البرامج التي طالها قطار التطوير من خلال التدريب عبر الفصول الدراسية والدورات المكثفة ومن خلال التدريب على رأس العمل، وهو الأهم؛ كونه يجمع بين العلم والمعرفة والخبرة في وقت واحد وضمن إطار التطوير الدائم لأعمال وبرامج التوعية الإسلامية في الحج. مشيراً إلى أن هذه الدورات تضمنت 3 محاور: إداري وفني وتنظيمي، يتولى التدريب في إطار هذه الجوانب محاضرون من الوزارة والجامعات الإسلامية المذكورة وغيرها وعدد من خبراء الإدارة والتخطيط الاستراتيجي وكبار الدعاة، والجانب الفني له مساران، أولهما الإداري، والثاني المهني، ويتولى تنفيذهما معهد أبحاث الحج. مبيناً أن الدورة تم الإعداد لها بشكل علمي يتناسب مع حجم العمل الموكل لدعاة التوعية في الحج؛ ليستفيد منها الدعاة والمترجمون والإداريون، وينعكس على أعمالهم بما يحقق لهم فهم واقع عملية التعامل مع مهمة توعية الحجاج وكيف نتعامل مع هذا العدد الكبير في ظل أن لكل منهم ثقافته ومعلوماته التي حصل عليها من مصادر مختلفة في بلده من خلال وسائل مختلفة وأثناء رحلة قدومه وسفره، وهذا النوع من التدريب المعرفي سوف يصبُّ في الجانب الذي نتطلع إليه وهو معرفة المزيد من أساليب وطرق توعية الحاج وفق مبادئ محددة، أهمها السرعة والبساطة والتيسير ومعرفة ثقافة الحاج وعلمه وقدرته العقلية والبدنية، وهذا المنهج سوف يساهم في تطوير البرامج الموجهة لتوعية الحجاج التي شهدت نقلة نوعية شاملة هذا العام، وتم تنفيذها وفق خطة متكاملة وحلقات مترابطة في أعمالها وبرامجها ووسائلها، من خلال استخدام التقنية الحديثة بدعم وتوجيه من معالي الوزير الشيخ صالح بن محمد آل الشيخ، الذي يتابع شخصياً دقائق الأمور لحرصه على معرفة كل ما يتعلق بتطوير أعمال وبرامج ولجان التوعية الإسلامية في الحج، ويحقق لها النهوض بخدماتها لتصل إلى الحاج في كل مكان داخل وخارج المملكة من خلال الاتصال المباشر مع الحاج منذ وصوله حتى مغادرته. مشيراً إلى أن الوزارة حريصة على تطوير أعمالها، خاصة رفع مستوى أداء منسوبيها والمنتدبين للمشاركة في تنفيذ برامجها ومشاريعها، خاصة العاملين على أرض الواقع من الدعاة والمترجمين، الذين تقع عليهم مسؤولية كبيرة لإيصال المعلومة الشرعية إلى الحاج في المكان الذي يوجد فيه في قالب يتناسب مع قواعد فقه التيسير ورفع الحرج الذي تبنته الوزارة ودعاتها للتسهيل على الحاج ومساعدته على أداء الفريضة.
وأكد العقيل أن خطة الوزارة الدعوية لهذا العام انطلقت من مبدأين أساسيين، هما: التوعية المباشرة، ويتم تنفيذها من خلال تقديم المحاضرات، والندوات، والدروس العلمية، والكلمات الوعظية، وخطب الجمعة، والإجابة عن الأسئلة المتعلقة بالمناسك عن طريق الهاتف المجاني رقم (8002451000)، إضافة إلى خدمة الرد الآلي لتوعية الحجاج، وهي ما أسميناها بـ «التوعية الذكية»، على الهاتف المجاني رقم (8002488888) لما تتميز به من سرعة في التواصل مع المتصل آلياً بلغات مختلفة دون وسيط. وركز المبدأ الثاني على الزيارات الميدانية والتوعية غير المباشرة، وتتم عبر عدد كبير من البرامج الإذاعية والتلفزيونية، والمقالات الصحفية، ومن خلال 20 وسيلة إعلامية وإعلانية وإرشادية وتقنية، وعبر أكثر من 80 قناة فضائية وإذاعية شاركت في بث مجموعة كبيرة من البرامج المخصصة لتوعية الحجاج.
وأوضح العقيل أن أكثر من 2000 داعية ومترجم وموظف من منسوبي الوزارة وفروعها ومن أساتذة الجامعات والجهات الشرعية يشاركون في خطة هذا العام لتوعية الحجاج في أماكن وجودهم، وفي مكة المكرمة والمدينة المنورة والمشاعر المقدسة والمواقيت والمنافذ، وشكّلت الوزارة مجموعة كبيرة من فرق العمل الميدانية الإدارية والفنية والتقنية لدعم خطة هذا العام بتوجيهات من ولاة الأمر ولمواكبة التطور السريع الذي نشاهده على الأصعدة كافة في خدمة ضيوف الرحمن والعناية بهم. مشيراً إلى أن الوزارة حددت هدفاً رئيسياً لخطتها مبنياً على أسس علمية مرتبطة بالتوعية المبسطة والسريعة والمفهومة والمتنوعة والمتعددة الوسائل والأشكال والمحتوى والمضمون.
وشكر العقيل جامعة أم القرى والجامعة الإسلامية ومعهد خادم الحرمين الشريفين لأبحاث الحج والجامعات السعودية في جميع أنحاء المملكة على دعمها الكبير ومساندتها المتواصلة والمشكورة للوزارة بما يحقق للمملكة وأبنائها ووزاراتها ومؤسساتها النجاح المأمول والتكامل المطلوب بين القطاعات الحكومية والمؤسسات الأهلية؛ ليتحقق لضيوف الرحمن خدمة متجددة عصرية ومبسطة وواضحة ومفهومة تصل للقلب والعقل وتغرس في الفكر مجموعة من القيم والتعليمات المهمة لتصبح المعلومة مفهومة وقابلة للتطبيق بيُسر وسهولة بعيداً عن التعقيدات وتساهم في دلالة السائلين على الإجابة الصحيحة لما يشكل على بعضهم، وتساهم كذلك في نشر العقيدة الصحيحة بين أوساط الحجاج. وأكد العقيل في ختام تصريحه أننا نتعلم في كل يوم دروساً جديدة من ولاة أمرنا الكرام في هذا الوطن الكبير كيف نتعامل وكيف نعمل وماذا نقدم لضيوف الرحمن وما هي أسرع وأضمن الطرق التي تجعلهم يتمتعون برحلتهم المباركة، وكل مواطن في هذا البلد يتطلع لخدمتهم ويتشرف بالعناية بشؤونهم وراحتهم وأمنهم وصحتهم وسلامتهم.